يُعدّ نبات الزنجبيل من النباتات المستخدمة منذ القِدم في الطب الشعبي، ولا سيما زيت الزنجبيل للتنحيف الذي عُرِف استعماله منذ القدم؛ حيث يُستفاد من جذمور نبات الزنجبيل في ذلك، والجذمور هو عبارة عن الجزء الذي ينمو تحت الأرض ولكنه جزء مستقل عن الجذر بحد ذاته.
ينتمي نبات الزنجبيل إلى الفصيلة النباتية ذاتها التي يتبع لها الكركم والهيل؛ حيث تنمو هذه النباتات في جميع أنحاء العالم، ويمكن الحصول عليها بشكل خاص في آسيا و إفريقيا.
في هذا المقال سنتعرَّف على فوائد زيت الزنجبيل للتخسيس السريع، كما سنوضِّح لكم كيفية استعمال زيت الزنجبيل للتنحيف، فتابعوا معنا.
يتمُّ استخراج هذا الزيت من الزنجبيل بواسطة عملية خاصة تُجرى عليه تدعى التقطير؛ حيث يتم استخراج كافة أنواع الزيوت من النباتات بآلية مشابهة، وتكون الزيوت على درجة عالية من التركيز.
يتميَّز زيت الزنجبيل بأنه يمتلك رائحة قوية نوعاً ما، يمكن وصفها بأنها دافئة أو حارة. ونظراً لفوائده الكثيرة، يمكن استخدامه على الجلد والشعر وكذلك العلاج بواسطة رائحته الفريدة.
كما ويلجأ بعض الأشخاص إلى استخدام زيت الزنجبيل للتنحيف ولمعالجة أعراض مزعجة أخرى مثل:
التهاب المفاصل.
الغثيان.
اضطرابات الجهاز الهضمي.
الصداع النصفي والشقيقة.
نزلات البرد.
فوائد زيت الزنجبيل للتنحيف
ما تزال الدراسات العلمية قليلة حول فوائد زيت الزنجبيل، لذلك فإنّ معظم الفوائد المذكورة هي محض آراء شخصية أو اعتقادات ليس لها أساس علمي مثبت مئة بالمئة، وسنذكر لكم فيما يلي أهم ما يُعرَف من فوائد زيت الزنجبيل.
مضاد للالتهاب
في دراسات متتابعة أجراها العلماء حديثاً وجدت أن لزيت الزنجبيل تأثير مضاد للالتهاب ومقاوم للسموم المختلفة.
في عام 2018، قام العلماء بدراسة على فئران التجربة التي خضعت للتسمم بعنصر الكادميوم، ووجد العلماء أنّ حقن زيت الزنجبيل ضمن فئران التجربة كان له أثرٌ ملحوظ في الوقاية من التأذي الكلوي بفعل الكادميوم، بالإضافة إلى دوره المضاد للالتهاب.
وفي عام 2016، تمكَّن العلماء من إثبات دور زيت الزنجبيل في الوقاية من التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن، ولكن لم ينجح في التخفيف من التورُّم الحاصل في التهاب المفاصل الروماتويدي الحاد.
ومؤخراً في عام 2019، تمّ إثبات دور زيت الزنجبيل للتنحيف؛ حيث وجد العلماء أن استعمال زيت الزنجبيل عند شخص نظامه الغذائي غنيّ بالكربوهيدرات يمنع زيادة الوزن ويقلّل من نسبة حدوث الالتهاب لدى المستخدم.
زيت الزنجبيل للغثيان
هناك دراسات متضاربة حول تأثير رائحة زيت الزنجبيل في التخفيف من الغثيان، فبعض الدراسات تؤكِّد ذلك وأخرى لا تفعل.
أُجريت دراسة في عام 2017 على مجموعة من الأشخاص الذين عانوا من الغثيان المستمر بعد الخضوع لجراحة في البطن، ووُجِد أن استنشاق رائحة زيت الزنجبيل قد ساهمت إلى حدٍّ ما في التقليل من الشعور بالغثيان عند معظم المرضى.
وفي دراسة أخرى شملت الأطفال الذين عانوا من الغثيان بعد الجراحة، وُجِدت نتائج معاكسة. فقد لاحظ العلماء أن استنشاق مجموعة من الزيوت العطرية بما فيها الزنجبيل لم يؤثر بشكل واضح في التخفيف من تأثير الغثيان على الأطفال.
زيت الزنجبيل للشعر
تمَّت إضافة مستخلَص زيت الزنجبيل إلى مستحضرات العناية بالشعر والشامبو؛ لأنه وبحسب الاعتقاد العام يساهم في تحسين نمو الشعر وصحته. ولذلك قام العلماء بإجراء بعض الاختبارات لإثبات صحة ذلك.
في عام 2013 أُجريت دراسة على الحيوانات لمعرفة تأثير زيت الزنجبيل على الشعر، وبدلاً من ملاحظة زيادة نمو الشعر من بصيلاته وجد العلماء أنه يحدّ من نمو الشعر ويبطئه.
زيت الزنجبيل للجلد
في الواقع هناك ضرورة لإجراء المزيد من الدراسات للتحقُّق من تأثير نبات الزنجبيل على الجلد، من حيث تأثيره المضاد للالتهاب أو فوائده الأخرى نتيجة الاستخدام الموضعي.
في دراسة أجريت في عام 2015 تضمَّنت التحقُّق من تأثير زيت الزنجبيل على مقاومة التجاعيد في الجلد، وقد تمّ إثبات دور الزنجبيل المضاد للأكسدة في ذلك، وهذا ما أثبت فائدة وأهمية استخدام زيت الزنجبيل لشدّ الجسم.
من ناحيةٍ أخرى، لاحظ العلماء أيضاً انخفاضاً في نسبة خشونة الجلد عند مستخدمي زيت الزنجبيل على الجلد الجاف، وكذلك أثبت العلماء قدرة زيت الزنجبيل على التخفيف من آلام المفاصل والتهابها عند الاستخدام الخارجي له على المفصل المتألم.
فوائد زيت الزنجبيل للتنحيف
انتشر في الآونة الأخيرة استخدام زيت الزنجبيل بهدف التخلص من الكرش؛ نظراً لقدرته على إذابة الدهون، وتبقى الآراء العلمية متضاربة في ذلك.
حيث وجد بعض العلماء أن لزيت الزنجبيل قدرة على زيادة معدلات الاستقلاب الغذائي في الجسم، وكذلك نسبة التعرق وحرق الدهون تكون أسرع عند ممارسة الجهد بعد استخدام زيت الزنجبيل.
وكما وجدنا أيضاً فإن استخدام زيت الزنجبيل عند شخص يتناول غذاءه بشكل اعتيادي بنسبة كربوهيدرات لا بأس بها قد ساعد على الحد من زيادة الوزن على أقل تقدير إن لم يكن قد تسبَّب في إنقاصه.
قد يسأل البعض عن طريقة عمل زيت الزنجبيل لتنحيف منطقة البطن، كونها المنطقة التي تتراكم فيها الدهون بشكل شائع و واضح.
أولاً يمكنكم الحصول على زيت الزنجبيل من العطار أو استخدام زيت الزنجبيل المحضَّر طبياً والحصول عليه من الصيدليات.
احرص على عدم تناول زيت الزنجبيل أو أي نوع آخر من الزيوت العطرية الأساسية فموياً، وسنذكر لكم فيما يلي الطرق المختلفة التي يُستخدَم بها زيت الزنجبيل للتنحيف وغيره.
العلاج العطري
يمكنك استنشاق رائحة زيت الزنجبيل بطريقتين، إما بواسطة وضعه ضمن الجهاز المعدّ لنشر الرائحة في المكان (المبخرة)، وذلك بعد تمديده بقليل من الماء، أو عن طريق استنشاق بخار الزنجبيل، ويتم تحضير ذلك بالطريقة التالية:
سخِّن مقدار نصف لتر من الماء حتى يغلي.
ضع كمية قليلة من زيت الزنجبيل، يكفي نقطة أو نقطتين.
أغلق عينيك، وضع رأسك فوق مصدر البخار.
استنشق بخار الزنجبيل بعمق.
الاستخدام الموضعي
ينصح الأطباء بمزج زيت الزنجبيل مع زيوت أخرى، وبعدم تطبيقه بشكله المركَّز على الجلد؛ حيث يمكن إضافة زيت اللوز، أو زيت جوز الهند وكذلك زيت الجوجوبا وزيت الأفوكادو إلى زيت الزنجبيل.
هل زيت الزنجبيل ينحِّف البطن والأرداف عند استخدامه موضعياً ؟ في الحقيقة لم يتم إثبات دور الزنجبيل في إنقاص وزن أو حجم منطقة محدَّدة من الجسم، ولكن من الممكن أن يساعد زيت الزنجبيل للتنحيف على خسارة الوزن بشكل أسرع إذا اقترن مع ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي مخصَّص.
طريقة عمل زيت الزنجبيل للتنحيف في المنزل
بدلاً من الحصول على زيت الزنجبيل جاهزاً، يمكنك أن تعدَّه بنفسك في المنزل، ولا تقلق لأنّ الأمر أسهل مما تتوقع! كل ما ستحتاجه هو كوبٌ من الزنجبيل الطازج، وكوبٌ ونصف الكوب من زيت الزيتون، ثمَّ قم باتباع هذه الخطوات البسيطة:
اغسل الزنجبيل جيداً وأزل قشرته الخارجية.
اترك الزنجبيل جانباً حتى يجف قرابة ساعتين إلى ثلاثة.
ابشر الزنجبيل بعد أن يجفّ وضعه في وعاء.
أضف إليه كمية زيت الزيتون كاملة.
حرِّك المزيج جيداً ثم ضعه في الفرن على درجة حرارة 150 فهرنهايت لمدة ساعتين.
بعد انتهاء الوقت، أخرِج الخليط من الفرن وقم بتصفيته بواسطة قطعة قماش، وذلك للتخلص من قطع الزنجبيل الدقيقة المتبقية.
انقل مزيج الزيت الصافي الذي حصلت عليه إلى زجاجة نظيفة ومحكَمة الإغلاق.
يمكنك استخدام زيت الزنجبيل والمحافظة عليه لمدة 6 أشهر في مكان بارد.
اضرار دهن الجسم بالزنجبيل
أصدرت منظمة الغذاء والصحة العالمية FDA بياناً أكَّدت فيه أن زيت الزنجبيل معترَف به كمادة آمنة الاستخدام، وتمَّ الإبلاغ فيما بعد عن بعض تأثيراته الضارة.
يُعتَبر زيت الزنجبيل من الزيوت شديدة التركيز، لذلك لا يُفضَّل استخدامه بدون تمديد، كما ينصح الأطباء باستخدام كمية قليلة منه على الجلد لتحري التحسس، فقد يعاني بعض الأشخاص من حساسية جلدية مزعجة عند تطبيق الزنجبيل موضعياً على الجلد.
قد تعاني أيضاً من احمرارٍ في الجلد أو الحكة أو تخريش أنفي بسيط بسبب استنشاق كمية مركَّزة من زيت الزنجبيل للتنحيف.
بسبب الدراسات المتفاوتة فيما يخصُّ تأثيرات الزنجبيل على إنقاص الوزن، سنقدِّم لكم بعضاً من تجارب المستخدمين لهذا المنتج الصحي لخسارة الوزن:
تخبرنا سيدة في الثلاثينات من عمرها عن تجربتها مع زيت الزنجبيل للتنحيف فتقول: ” عانيتُ من مشكلة زيادة الوزن بعد ولادتي الأخيرة، ولا سيما في منطقة البطن، وحاولت بشتى الطرق التخلص من الدهون المتراكمة في هذه المنطقة، حتى قرأت عن دَهن البطن بالزنجبيل للتخسيس، فبدأت استخدمه بشكل شبه يومي مع ممارسة الرياضة بانتظام. لاحظت أخيراً أنني بدأت أفقد بعض الدهون من منطقة البطن، هذه كانت تجربتي مع دهن البطن للزنجبيل بالتنحيف، وأنا راضية حقاً عن النتائج”.
تتحدَّث شابة في سن ٢٤ عاماً أيضاً فتقول: ” تجربتي مع زيت الزنجبيل لتنحيف الأرداف بدأت منذ قرابة ٦ أشهر، فبعد أن قرأتُ عن زيت الزنجبيل وفوائده في شدِّ الجلد والتنحيف قرَّرت استخدامه على منطقة الأرداف لديّ، لاحظتُ بعد ٦ أشهر خسارة بسيطة جداً في دهون تلك المنطقة، أي أنَّني لم أحصل على النتائج التي كنت أتوقعها من هذه الطريقة للتنحيف”.
لا تقتصر فوائد الزنجبيل على زيوته فحسب، بل هنالك العديد من الأشكال التي من الممكن أن يوجد بها هذا النبات، مثل:
الزنجبيل الجاف.
المطحون.
الطازج.
المخلَّل.
في حين أن الدراسات على زيت الزنجبيل خصوصاً كانت محدودة نوعاً ما، كانت الدراسات التي تناولت أشكال الزنجبيل الأخرى أكثر انتشاراً، مثل:
وجدت دراسة قام بها العلماء في عام 2015 أنّ تناول نبات الزنجبيل قبل ممارسة التمارين الرياضية يساعد في التقليل من الألم والشعور بالتعب، كما أنه يقلِّص نسبة حدوث التهاب المفاصل الناتج عن الجهد.
ثم بحث المختصون في عام 2018 عن تأثير الزنجبيل في تخفيف الغثيان الناتج عن ارتفاع هرمون الحمل في شهور الحمل الأولى. وبشكل عام، وجدوا أن الزنجبيل يساعد على علاج الغثيان في الفترة الأولى من الحمل.
من ناحيةٍ أخرى، لم يتمكَّن العلم من إثبات أي تأثير للزنجبيل على متلازمة القولون العصبي IBS، بينما وجدوا تأثيره على المعدة؛ حيث ساعد تناول الزنجبيل على إفراغ المعدة بشكل أسرع عند من يعانون من مشاكل عسر الهضم المزمنة، ولكنَّه لم يساعد في التخفيف من آلام البطن.
الخلاصة
في الختام، نقول أن زيت الزنجبيل للتنحيف هو أحد أنواع الزيوت العطرية الأساسية التي تقدِّم للجسم الكثير من المنافع، ولكن استعماله يجب أن يكون حذراً وألا يُفرط فيه، ولكي تتجنبوا الحساسية تجاه زيت الزنجبيل قوموا بوضع نقطة منه على مساحة صغيرة من الجلد ثم راقبوا التأثير، فإذا لم تلاحظوا حصول أية تغيرات على جلدكم تستطيعون متابعة استخدامه بأمان.
إلى هنا نصل معكم إلى ختام المقال، يتمنى لكم فريق عمل موقع الصحي دوام الصحة والعافية.
