تقول الكثير من السيدات حلقي يؤلمني وأنا حامل، لهذا تبحث كل منهن عن علاج التهاب الحلق للحامل، إذ تُعتبر الحامل معرضة أكثر لأن تصاب بالعدوى، بسبب ضعف جهاز المناعة لديها خلال فترة الحمل، وهذا كي لا يقوم الجسم برفض الجنين الذي يتطور نموه داخل جسم السيدة الحامل، ويجب العلم أن حدوث ألم الحلق خلال فترة الحمل، يمكن أن ينجم عن تواجد حرقة بالمعدة، وليس بسبب الإصابة بعدوى، لهذا سوف نجيب اليوم على السؤال التالي “هل الحمل يسبب ألماً في الحلق؟”
علاج التهاب الحلق للحامل
يختلف علاج احتقان الزور للحامل بالنظر إلى العامل الذي تسبّب في ذلك، وذلك ما يقوم بتحديده الطبيب المختص عن طريق إخضاع السيدة الحامل لفحص سريري، من أجل التوصل إلى التشخيص السليم، ومن الأفضل ألا تهمل الحامل أي عرض تشعر به، ويمكن أن يتم علاج الأمر عن طريق نوعيات العلاجات التالية:
أدوية التهاب الحلق الفيروسي
تكون الأعراض التي تشعر بها السيدة الحامل عند إصابتها بالتهاب حلق فيروسي خفيفة، ويمكن أن تكون متوسطة أحياناً، وفي العادة تختلف تلك الأعراض ذاتياً في مدة 14 يوم بحد أقصى، إذ يقل الألم والأعراض عن طريق تطبيق مجموعة من العلاجات المنزلية البسيطة حتى تمام الشفاء.
ويكون المطلوب من الحامل هنا تقليل حدة الأعراض حتى يموت الفيروس طبيعيًا، وأيضًا يمكن أن تتناول الحامل عند عدم تحمّل الألم مسكناً للآلام وخافضاً للحرارة باراسيتامول وقت الحاجة فقط؛ لأنه من العلاجات الآمنة خلال الحمل، ولكن يجب أن تبتعد عن تناول أي مسكنات بصورة عشوائية خاصةً غير الآمنة خلال الحمل مثل الإيبوبروفين، ومن الأفضل طوال الوقت الرجوع إلى الطبيب المعالج قبل أن تتناول الحامل أي دواء.
هنا تجد أيضًا: حبوب لورينيز لعلاج الاحتقان أضرارها وتجارب المستخدمين
أدوية التهاب الحلق البكتيري
هنا يكون الالتهاب ناجماً عن عدوى بكتيرية، ويتطلب الأمر علاجاً دوائياً حتى لا يتطور الأمر ويصبح أشد خطورة على الجنين وعلى الحامل أيضًا؛ لأن تلك الجراثيم لا يمكن أن تموت ذاتيًا، ولهذا فيجب أن تتناول السيدة الحامل مضادات حيوية، تساعدها على قتل الجراثيم، ولكن يصفها الطبيب المختص، ومن هذه المضادات الحيوية التي تكون آمنة أثناء الحمل:
- الأموكسيسلين، يُعتبر مضاد حيوي آمن تمامًا أثناء الحمل.
- البنسلين، بعد أن تخضع السيدة الحامل لاختبار الحساسية ضد البنسلين، لأن هناك نسبة ضخمة من السيدات اللاتي لديهن حساسية من البنسلين، يمكن أن يصف الطبيب لها تناوله، لأنه يقوم بمنع وقوع أي مضاعفات متوقعة مثل أن تصاب الحامل بحمى روماتيزمية.
علاج التهاب الحلق للحامل في الشهر التاسع
في حالة تعرضت السيدة الحامل لمرض خلال الحمل، فيكون من الصعب للغاية معالجة تلك الأمراض؛ لأن الأعشاب والأدوية من الممكن أن يكون لها تأثيرٌ سلبي على الجنين، ولكن ذلك ليس من الضروري، ولكن توجد مجموعة أمراض من الممكن التعاطي معها بتناول بعض الأدوية، والتي تكون آمنة على الحامل.
ومن هذه الأمراض التهاب الحلق، إذ من الممكن أن تتناول الحامل أنواعاً معينة من الأدوية لمعالجة التهاب الحلق في الشهر التاسع، وهذا بعد أن صنفت الأدوية إلى فئة أ وفئة ب، وأكثر فئة تكون آمنة على الحامل في أشهر الحمل الأخيرة هي فئة أ؛ لكونها لا تقوم بتعريض الأم أو الجنين لأي مشكلات، وفيما يخص فئة ب من العلاجات، فهي إلى الآن محل بحث ودراسة، ومن الأفضل في كل الأحوال من أجل ضمان سلامة الحامل وجنينها، أن يتم معالجة العدوى بأساليب آمنة بشكل طبيعي، أما العلاجات فكما ذكرنا مرارًا وتكرارًا لا يمكن تناولها إلا بعد وصف طبيب مختص لها.
هنا تجد أيضًا: نقص فيتامين دال والحمل وتأثير هذا النقص على صحة الحامل والجنين
علاج اللوز للحامل
هناك مجموعة أدوية يمكن استخدامها في علاج التهاب اللوزتين للحامل، وكما ذكرنا فإن العلاجات مصنفة إلى ما يلي:
- فئة أ: تُعتبر تلك الأدوية من أفضل العلاجات التي من الممكن وصفها للحامل، وهناك دراسات كثيرة أثبتت عدم وجود خطورة عند تناولها من قبل الحامل، ويمكن علاج التهاب الحلق للحامل في الشهر الثالث بها.
- فئة ب: من الأفضل الحرص عند تناول تلك الأدوية؛ لأنه على الرغم من تجربتها على الحيوان، وتواجد دراسات بيَّنت عدم خطورتها، ولكن إلى الآن لم تُجرّب على السيدات الحوامل، لهذا يجب الاحتياط عند تناولها من أجل علاج التهاب الحلق والزكام للحامل.
في العادة يكون البنسلين هو أول مضاد حيوي يصفه الطبيب من أجل معالجة التهاب اللوز أيضًا، مثل فاعليته في علاج التهاب الحلق لدى السيدة الحامل، والبنسلين تم تصنيفه بين علاجات فئة ب، ولكن كما بيّنا من قبل تواجد مجموعة من السيدات اللاتي لديهن تحسس قبل البنسلين، وهنا على الطبيب وصف علاج بديل، ومن أهم تلك البدائل التي يتم وصفها، الأموكسيسيلين أو السيفالكسين، وهما من العلاجات التي يتم استخدامها لمعالجة الالتهابات بين فئة أدوية ب، ولكن ينبغي عدم تناول تلك الأدوية إذا كان هناك طريقة أخرى للعلاج، وأن يتم التأكد أن فوائد تلك العلاجات تفوق الضرر الواقع على الحامل منها.
توجد إلى جانب ذلك أدوية يمكن أن تُستخدم في تقليل أعراض التهاب الحلق، ومنها:
- أدوية السعال الخالي من الكحول، والتي تتضمن ديكتوميتورفان.
- تناول العلاجات التي تتضمن مادة غايفينسين ومادة ديكستوميتورفان.
- ودهَانات المنثول.
- أدوية الباراسيتامول التي يتم استخدامها كمسكن للألم وخافض للحرارة.
علاج الاحتقان للحامل بالأعشاب
يُعتبر علاج التهاب الحلق للحامل بالأعشاب من العلاجات الآمنة خلال فترة الحمل، والتي تقلّل من حدة الأعراض المصاحبة، على ألا يتم الإفراط في تناولها حتى لا يؤثر ذلك على الجنين؛ لأن ليس كل عشب طبيعي يكون آمناً، لهذا من الأفضل أن تنتبه الحامل عند تناول الأعشاب، على أن يتم الأمر بعد مراجعة الطبيب المختص بمتابعة الحمل، ومن تلك الأعشاب التي تقلّل أعراض احتقان الحلق:
الشاي بالليمون
إنه علاج فعال للبرد واحتقان الزور للحامل؛ لأن هذا المشروب الساخن يساعد على تخليص الحامل من أعراض التهاب الحلق المؤلمة، إذ يمكنها غلي الليمون مع الشاي ثم تناوله دافئاً، وهذا المشروب يُعتبر مضاد التهاب ولكن بمكونات طبيعية، والليمون له دور فعال في تقوية جهاز المناعة، كي تتمكن الحامل من مواجهة الأمراض.
العسل والسمسم
يمكن لتناول ملعقة سمسم مع العسل علاج البلاعيم بشكل فعال، بل وهذه الطريقة تعمل على جعل المناعة أقوى بصورة كبيرة أثناء فترة الحمل، ويُعتبر العسل مضاداً موضعياً للالتهاب، وتعمل تلك الخلطة على التخلص سريعًا من الالتهاب الذي يصيب الحلق، لأنها مزيجٌ آمن على الحامل وجنينها، ولكن بعد عملية الولادة، لا يمكن إعطاء العسل للرضيع، بسبب عدم قدرة الأمعاء على القيام بوظيفتها في تلك الحالة، بل وقد يحدث للطفل تسمم غذائي.
الثوم
يُعتبر أفضل مضاد طبيعي للالتهاب، إذ من الأفضل تناول فص ثوم واحد أو اثنين من أجل أن تتمكن السيدة الحامل من علاج التهاب الحلق بصورة سريعة، إلى جانب دور الثوم في جعل المناعة أقوى، بل وتتمكن الحامل من مقاومة الألم بصورة أفضل ضد العدوى، وإذا شعرت الحامل أنها لا تتقبل مذاقه، يمكنها أن تضيفه إلى كمية من اللبن الرائب؛ لأن ذلك يعمل على العلاج بصورة أسرع.
الزنجبيل
يمكن استخدامه في علاج التهاب الحلق للحامل في الشهور الأولى؛ لأنه مشروبٌ يتمتع بخصائص قوية مضادة للالتهاب، فيمكن تناوله بعد غليه بصورة جيدة، وسوف يساعد ذلك على علاج التهاب الحلق والشفاء بصورة أسرع.
الغرغرة بماء وملح
من بين أفضل الطرق الطبيعية التي تعمل على القضاء على بقايا الفيروسات والجراثيم، وأيضاً يعمل كمطهر للحلق بشكل موضعي، ويسرّع عملية الشفاء من خلال تكرار الأمر أكثر من مرة على مدار اليوم بماء دافئ، لكي تتمكن الحامل من الحصول على أفضل نتيجة في أقل وقت.
هنا تجد أيضًا: الاسبوسيد للحامل دواء للحماية أم ضرر كبير؟
علاج جرح الحلق بعد الاستفراغ للحامل
يمكن للسيدة الحامل أن تعالج الأمر عن طريق إحدى الطرق التالية:
- تناول قدر من الماء أو أي سائل شفاف: إذ يلطّف تناول الماء بعد أن تتقيأ السيدة الحامل الإحساس بعدم الراحة الذي تشعر به، وأيضًا يقيها من أن تصاب بالجفاف، إلى جانب أن الماء يعمل على تخليص الحلق من أحماض المعدة الزائدة، والتي قد تصيبه بعد التقيؤ.
- تناول مشروب دافئ: في حالة لم تكن هناك فائدة من الماء في تقليل جرح الحلق، فيمكن للسيدة الحامل أن تجرب تناول مشروب دافئ مثل أي مشروب عشبي مثل الشاي؛ لأنه من الممكن أن يخفف من الألم المصاحب لجرح الحلق عند تناوله ببطء، ولكن يجب مراجعة الطبيب قبل اختيار المشروب العشبي.
- غرغرة بماء دافئ وملح: لأن هذا الخليط يمكنه تلطيف الحلق إذا تم جرحه بسبب القيء، وذلك بسبب تقليله للتورم.
هل احتقان الحلق من علامات الحمل؟
في الحقيقة وطبقًا لما قام الكثير من الأطباء المختصين في مجال طب النساء والتوليد بتأكيده، فإن التهاب الحلق ليس له علاقة بالحمل، ولهذا فهو لا يُعدّ عرضاً من أعراض الحمل التي تظهر مبكرًا، ومن تلك الأعراض:
- الصداع وألم الرأس.
- تقلصات وألم البطن وأوجاع أسفل الظهر.
- التقلبات المزاجية القوية التي قد تصل إلى الاكتئاب.
- تغير حاسة التذوق والشهية المتقلبة.
- القيء وغثيِان الصباح.
- تورم وانتفاخ الثدي.
- غياب دورة الحيض.
- الإحساس بخمول وتعب ورغبة شديدة في النوم
أعراض التهاب الحلق عند الحامل
من أهم تلك الأعراض:
- ألم في الحلق.
- تورم واحمرار الحلق واللوزتين.
- صعوبة في البلع وتناول الطعام.
- الشعور بإرهاق وتعب.
- الشعور بصداع وارتفاع درجة الحرارة.
- ألم المعدة.
- مشكلات في التنفس.
- تضخم في الغدد الليمفاوية.
- غثيان مع قلة شهية.
هل التهاب اللوزتين تضر الجنين؟
تصيب تلك العدوى البكتيرية الحلق بالتهاب، ويصاحبها أعراض تسبب الإزعاج للحامل، مثل الأعراض التي سبق وقمنا بذكرها. ولكن التهاب الحلق الذي لا يتم الاهتمام بعلاجه، يمكن أن تنتج عنه مضاعفات محتملة تشكل خطورة، ويشمل ذلك الحمى الروماتيزمية والتهاب الكلى، والتي من الممكن أن تسبّب ضرراً للجنين، سواء على نموه أو صحته، ولكن بصورة عامة، التهاب الحلق الذي يكون ناتجاً عن عدوى بكتيرية، لا يتم انتقاله إلى الجنين، لهذا لا يشكل أي خطورة عليه، ولكن تكمن المشكلة في تناول المضادات الحيوية خلال الحمل، من أجل معالجة الالتهاب، والتي قد ينتج عنها تشوهات جينية، لهذا فمن الأفضل مراجعة الطبيب أثناء الحمل قبل الإقدام على تناول أية علاجات.
الوقاية من التهاب الحلق واللوزتين أثناء الحمل
من المعروف أن الوقاية لا يعادلها أي علاج، لهذا فمن الهام أن تكون الحامل حريصة على ألا تنتقل لها أية عدوى، حتى تتجنب تناول الأدوية أثناء العلاج، ويمكن بالفعل الوقاية من حدوث التهاب في الحلق أثناء الحمل عن طريق ما يلي:
- غسل اليدين بشكل مستمر: تُعتبر العناية بالنظافة الشخصية طريقة مثالية لكي تقي الحامل نفسها من العدوى، فيجب أن تحرص على غسل يديها بصورة متكررة، وبالأخص إذا قامت بمصافحة أحد الأشخاص، أو لامست مقبض الباب على سبيل المثال، وبالأخص قبل أن تتناول الطعام، وعليها أن تحرص على ألا تشارك أدوات النظافة الخاصة بها مع الغير.
- الحصول على تغذية كافية ومتنوعة: الوقاية من أي مرض بصورة عامة، تتم عن طريق تقوية الجسد كي يقاوم البكتيريا. إذ أن تناول تغذية كافية أثناء الحمل، يمنع الحامل من أن تصاب بجراثيم كثيرة، بسبب مقاومة جهاز المناعة لها، لذا عليها أن تحرص على تناول الخضروات الورقية ذات اللون الداكن، وكم كافٍ من الفواكه الملونة والبروتينات.
- ممارسة الرياضة: لأنها أمر هام للغاية في تقوية جسم السيدة أثناء الحمل. والمقصود هنا بالطبع هو ممارسة التمارين البسيطة التي تكون مانعة لكسل العضلات، مثل ممارسة المشي كل يوم 30 دقيقة بحد أدنى، وذلك يُعتبر كافياً لمنح الجسم القدرة على أن يقاوم العدوى.
- تقليل التقارب الاجتماعي في أول ثلث من الحمل: لأن هذه الفترة تُعتبر الأصعب خلال الحمل، لهذا على السيدة الحامل ألا تحتك بالمحيطين بها كثيرًا، حتى لا تلتقط أية عدوى.
- تناول كم كبير من الماء وأي سوائل أخرى: لأن الماء يمنح الجسم حيوية وطاقة كبيرة، ويعمل على تحسين عمل كل عضو رئيسي بالجسم، لهذا من الهام أن تكون الحامل حريصة أثناء الحمل على الحصول على كم كافٍ من الماء.
أدوية علاج التهاب الحلق التي لا يجب على الحامل تناولها
توجد مجموعة من الأدوية التي لا يمكن أن تتناولها السيدة الحامل إلا تحت إشراف الطبيب، ومن تلك الأدوية:
- نوعيات من مضادات الالتهاب، مثل النابروكسين والإيبوبروفين، لأنها ضمن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ويمكن أن ينتج عنها غلق أو انسداد أوعية الجنين الدموية بصورة مبكرة.
- العلاجات التي تتضمن نسبةً من الكحول.
- الكودين، لكونه يمكنه التسبب في تقليل كفاءة عمل جهاز الجنين التنفسي.
- أي مضاد حيوي يتضمن على مادة السلفاميثوكسازول أو الترايميثوبريم؛ نظراً لتأثيرها على عملية أيض حمض الفوليك، بل ويعملان على إفراز البيليروبين بصورة أكبر.
- أي مزيل احتقان يتضمن ضمن مكوناته على السلفاميثوكسازول والسُودوافدرين؛ لأنهما يسببان تضيق الأوعية الدموية في أول ثلث من الحمل، وبهذا يزيد خطر أن تصاب الحامل بارتفاع ضغط الدم.
يمكن أن يتم علاج التهاب الحلق للحامل بكل سهولة في حالة تم الأمر منذ البداية، لهذا على السيدة الحامل أن تهتم بالأمر، ومن الأفضل أن تراجع طبيبها المختص حتى يصف لها العلاج المناسب، سواء كان ذلك العلاج منزلياً أو دوائياً.
المصدر: https://www.healthline.com/health/pregnancy/strep-throat
آخر تحديث 1 يونيو، 2022