إبر تثبيت الحمل هي وسيلة تُستخدَم لعلاج حالات الإجهاض المتكرر عند الأنثى، من تجربتي مع إبر تثبيت الحمل وجدتُ أنها عبارة عن حقن تحتوي على هرمون معين تحتاجه المرأة الحامل في بداية حملها من أجل المحافظة على الجنين، إذ في حال كان هذا الهرمون ناقصاً في جسم الأم فسيؤدي ذلك إلى عدم تمام الحمل وحدوث إسقاطات متكررة تكون مُتعبة لها نفسياً وجسدياً، لذلك فإن استخدام حقن تثبيت الحمل هو خيارها المناسب لحل هذه المشكلة.
من خلال مقال تجربتي مع إبر تثبيت الحمل سنحدثكم عن أهمية إبر التثبيت للحامل ودورها الذي تقوم به وما مدى أضرارها على الجسم، فتابعوا معنا.
ما المقصود بحقن تثبيت الحمل ؟
تحتوي إبر تثبيت الحمل الزيتية على هرمون البروجسترون الذي يحتاجه جسم الحامل بتراكيز عالية للمحافظة على استقرار الحمل واستمراريته.
بطبيعة الحال، يفرز هرمون البروجسترون من الحامل في بداية الحمل عن طريق ما يسمى بالجسم الأصفر الحملي (وهو عبارة عن بقايا الجُرَيب الناضج المتمزق الذي يتشكل بعد حدوث الإباضة)، ويستمر هذا الجسم الأصفر بالعمل على إفراز البروجسترون إلى حين تشكُل المشيمة التي تتولى مهمة تصنيع وإفراز الهرمونات المختلفة طيلة فترة الحمل.
في بعض الحالات المرضية يحدث نقص في تشكيل وإطلاق هرمون البروجسترون مما يتسبب في حدوث اضطرابات مختلفة قد تصل إلى إسقاط الحمل، لذلك فإن هذه الحالة تستدعي استخدام إبر مثبث الحمل وفق استشارة الطبيب.
تجربتي مع ابر تثبيت الحمل ودواعي استعمالها
تختلف أسباب الإجهاض من حالة لأخرى، حيث أن:
- بعضها قد يكون ناتجاً عن تشوهات جنينية غير متوافقة مع الحياة.
- بعضها قد يحدث بسبب نقص السائل السلوي.
- بعضها الآخر يحدث لأسباب أخرى مثل سوء تشكُل المشيمة أو نقص الأكسجة للجنين داخل الرحم، وأسباب أخرى كثيرة.
ولكن ليس جميع هذه الأسباب قابلة للمعالجة بواسطة إبر تثبيت الحمل، وبالتالي ينبغي أولاً استشارة الطبيب وإجراء التحاليل المناسبة ثم تحديد السبب المباشر للإجهاض ومن ثم استخدام إبر تثبيت الحمل إن كان ذلك مفيداً، وإليكم أهم أسباب الإجهاض التي تعالجها إبر تثبيت الحمل:
قصور الجسم الأصفر الحملي
لاسيما في الأسابيع الأولى من حدوث الحمل؛ حيث تكون المشيمة لم يكتمل تشكلها بعد وبالتالي فإن الجسم الأصفر هو المسؤول عن إفراز البروجسترون.
المقصود بقصور الجسم الأصفر هو تراجعه عن أداء عمله بالكفاءة والفعالية المطلوبة لاستمرار الحمل؛ أي أنه يفرز بروجسترون بكمية أقل من الكمية التي يحتاجها جسم المرأة للمحافظة على الحمل.
في هذه الحالة تلاحظ المرأة الحامل حدوث نزف رحمي بسيط أو كثير بحسب الحالة، وعند مراجعتها للطبيب يقوم بوصف إبر تثبيت الحمل لها على الفور إن كان بالإمكان إنقاذ محصول الحمل.
نقص إفراز الهرمونات من المشيمة
وتسمى هذه الحالة طبياً قصور المشيمة وتحدث بسبب نقص مرور الدم عبر أوعية المشيمة، وهي حالة خطيرة تستدعي العلاج الإسعافي لِما ينتج عنها من حالات مهددة لحياة الجنين؛ إذ أن قصور المشيمة يؤدي إضافة إلى كل من:
- نقص هرمونات الإستروجين والبروجسترون.
- نقص الأكسجة عند الجنين وسوء تغذيته.
- تعرض الجنين لحالة شدة تظهر على شكل خروج العقي إلى السلى المحيطة بالجنين واضطراب نبض القلب لديه.
من تجربتي مع إبر تثبيت الحمل قد يكون استخدامها مفيداً في إنقاذ الجنين أثناء حالة قصور المشيمة إذا نصح الطبيب بذلك ووجده مناسباً.
حالات الإسقاط المتكرر مجهول السبب
رشح بعض الأطباء استخدام حقن تثبيت الحمل كوسيلة لعلاج حالات إجهاض الجنين المتكررة خلال الثلث الأول من الحمل والعائد لأسباب مجهولة.
في الحقيقة، إن الإجهاض المتكرر العفوي للجنين يحدث لأسباب مختلفة ومتنوعة، منها:
- إنتان باطن الرحم: وهي حالة مرضية يحدث فيها غزو جرثومي للرحم والطرق التناسلية، مما يجعل استمرار الحمل أمراً غير ممكن.
- الإصابة بالأمراض المنقولة بالجنس: مثل مرض الزهري، السفلس، الإيدز… فقد تكون هذه الأمراض سبباً في الإجهاض المتكرر.
- تشوهات جوف الرحم.
- نقص هرمون الحمل HCG.
- قصور الغدة الدرقية.
- العوز الفيتاميني للأم ونقص عنصر الحديد لديها لعدم تعويض الفاقد.
إذا قام الطبيب بتحري أسباب الاجهاض المتكرر عند الحامل وقام بنفيها جميعاً عندئذ يمكن للطبيب أن يقوم بوصف الإبر المثبتة للحمل بهدف المساعدة على ثبات الحمل واستمراره.
ابر تثبيت الحمل HCG
يعد هرمون الحمل HCG الذي يفرز منذ بدايات الحمل هو الكاشف الأول لحدوث الحمل، حيث يُعتمَد عليه في اختبارات كشف الحمل المنزلية وكذلك المخبرية عند تحليل الدم.
يساعد هرمون الحمل على كبح الاستجابة المناعية لجسم الأم ومنع مهاجمة مضغة الجنين على اعتبار أنها جسم غريب عن الحامل، لذلك فإن هرمون بيتا HCG يُعتبَر من الأسباب الرئيسية لاستمرار الحمل حيث يرتفع تركيز هذا الهرمون في الدم حتى نهاية الثلث الأول من الحمل ثم ينخفض قليلاً ويستمر على هذا الحال إلى نهاية فترة الحمل.
وانطلاقاً من أهميته للجنين واستمرار الحمل فقد تم اصطناع إبر مثبتة للحمل مكونة من هرمون HCG تفيد في تثبيت الحمل عند نقص مستوى هذا الهرمون في الدم العائد لأسباب مختلفة.
على الطبيب أن يحدد السبب المهدد للحمل أولاً ثم اختيار الطريقة العلاجية بما يتناسب مع العامل المسبب.
متى تؤخذ إبر تثبيت الحمل ؟
ينصح الأطباء باستخدام إبر تثبيت الحمل البروجسترونية بدءاً من الثلث الثاني من الحمل مع الاستمرار عليها حتى الأسبوع ٣٦-٣٨ من الحمل؛ حيث يكون خطر الولادة المبكرة والخداجة قد زال.
ويمكن أن يقوم الطبيب بوصف إبر تثبيت الحمل قبل هذه المدة عند النساء اللواتي لديهن سوابق ولادات مبكرة أو إجهاض قد حصلت من قبل.
تؤخذ الإبر تحت الجلد لتثبيت الحمل في منطقة الذراع أو الفخذ حسب ما يجده الطبيب مناسباً، ويكون أثر حقن تثبيت الحمل تحت الجلد مديداً مما يتيح إمكانية استخدام إبر تثبيت الحمل كل 3 أيام أو حسب ما يراه الطبيب مناسباً.
قد يهمكِ أيضاً: أهمية فيتامين دال للحامل والجنين
اسماء إبر تثبيت الحمل
من خلال تجربتي مع إبر تثبيت الحمل نجد أن الأسماء التجارية لهذه الحقن تختلف من شركة مصنعة إلى أخرى، ولكن بشكل عام هناك نوعان رئيسيان للإبر المثبتة للحمل وهما:
- حقن تثبيت الحمل البروجسترونية: والتي لها أسماء متعددة مثل بريمولوت، نوركولوت، سيرازيت وغيرها.
- حقن تثبيت الحمل HCG: والتي تسمى طبياً حقن هرمون الموجهة التناسلية المشيمائية البشرية، ولها أسماء تجارية عديدة، ولكن لم يتم إثبات فعاليتها وتأثيرها على تثبيت الحمل حتى الآن.
أضرار إبر تثبيت الحمل على الجنين
تخشى العديد من السيدات استخدامَ إبر تثبيت الحمل خوفاً من إلحاق الضرر والأذية بالجنين، ولكن هل تؤثر حقن تثبيت الحمل بنوعَيها على الجنين فعلاً؟
في الحقيقة إن إبر تثبيت الحمل ليس لها أي تأثير سلبي على الجنين، بل على عكس ذلك فهي تساعد على بقاء الجنين على قيد الحياة وتأمين جميع مستلزماته من تغذية وتنفس وإطراح، وهو ما يتم من خلال عمل المشيمة بشكل مستمر وبدون أي تضرر فيها.
وبالتالي فإن استخدام إبر تثبيت الحمل يساعد المشيمة على متابعة عملها بكفاءة ويحفظها من التلف بفعل الصمات الخثرية الدقيقة وغيرها من العوامل.
لذلك ننصح الأمهات بالالتزام باستخدام حقن تثبيت الحمل إذا نصحها الطبيب بها، فهي وسيلة آمنة للمحافظة على صحة الجنين وليس لها أي تأثير سلبي عليه.
الآثار الجانبية لحقن تثبيت الحمل على الأم
قد تؤثر الإبر المعدة لتثبيت الحمل على الأم ببعض الآثار الجانبية غير المرغوبة والتي لا تكون بالضرورة ظاهرة بشكل واضح عند كل مَن تستخدم هذه الحقن، ومن هذه الآثار الجانبية نذكر:
- الصداع والشعور بالغثيان والإقياء.
- احمرار موضعي مكان حقن الإبرة.
- ارتفاع ضغط الدم -والذي يحدث بسبب احتباس السوائل- وهنا يجب مراقبته باستمرار والحذر من ارتفاعه لئلا يؤدي إلى حالة ما قبل الارتعاج pre-eclampsia.
- احتقان الثدي والشعور بألم عند جسه.
- ظهور حب الشباب.
- اضطرابات المزاج والقلق.
- النعاس والنوم الطويل.
- زيادة الوزن.
- ارتخاء عضلات السبيل المعوي وما ينتج عن ذلك من زيادة امتصاص المغذيات وحدوث الإمساك.
- الركودة البولية وزيادة احتمالية حدوث التهاب المسالك البولية.
- السلس البولي لاسيما في الأشهر الأخيرة من الحمل مع زيادة ضغط الجنين على المثانة.
- دوالي الساقين.
تختلف نسبة ظهور الأعراض السابقة بناءً على عدد الإبر المثبتة المستخدمة ومدتها.
هل إبر التثبيت تمنع الولادة المبكرة ؟
تحافظ إبر تثبيت الحمل الزيتية على استمرار الحمل لأطول فترة ممكنة، وغالباً ما يطلب الطبيب إيقافها ما بين الأسابيع الحملية ٣٦ و ٣٨؛ حيث تكون أعضاء الجنين قد اكتمل نموها لاسيما الرئتين وأصبح قادراً على الحياة بشكل مستقل خارج الرحم، عندئذ لا مشكلة من إيقاف إبر التثبيت وحدوث المخاض والولادة.
ولكن من ناحية أخرى، يجب الإشارة إلى أن واحداً من أهم أسباب الاجهاض المتكرر عند الحامل هو قصر عنق الرحم، وفي هذه الحالة لن يفيد استخدام الإبر المثبتة للحمل مهما كانت.
يكون العلاج في هذه الحالة مبنياً على تطويق عنق الرحم برباط مطاطي يمنع حدوث الإسقاط ثم يقوم الطبيب في حوالي الأسبوع ٣٧ بفك التطويق استعداداً للولادة.
ويجب مراقبة الحمل بدقة في حال التطويق خشية وجود أي عوامل أخرى للولادة المبكرة؛ لأن الولادة المبكرة في حالة عنق الرحم المعرض للتطويق تشكل خطراً على صحة الجنين والأم سوياً، ولكنها تبقى وسيلة ناجعة لحل مشكلة الإسقاطات المتكررة العائدة لقصر طول عنق الرحم.
هل إبر التثبيت توقف النزيف ؟
تشكو بعض السيدات من استمرار نزول الدم بعد إبر التثبيت فهل تفيد هذه الإبر في إيقاف النزيف؟
في الحقيقة لم يتم التوصُل بعد إلى تأكيد حقيقي حول أهمية وفعالية إبر تثبيت الحمل في منع حدوث الإسقاط… بمعنى آخر، هناك حالات قد ينفع فيها استخدام إبر التثبيت وهناك حالات أخرى قد لا تجدي نفعاً ويحدث الإجهاض.
لذلك فإن إبر التثبيت ليس لها أي تأثير على النزف المشاهَد من قبل المريضة، وكما نعلم فإن النزيف علامة منذرة لحدوث الإجهاض لذلك يجب الحذر والانتباه.
نصائح من أجل إيقاف النزيف أثناء الحمل
- عندما تلاحظين نزفاً مهما كانت كميته وغزارته وفي أي فترة من فترات الحمل قومي بمراجعة طبيبك على الفور.
- سيقوم الطبيب بإجراء فحص شامل متضمناً الكشف عن الجنين بواسطة الأمواج فوق الصوتية للتحقق من النبض وحيوية الجنين.
- أيضاً سيقوم الطبيب بإجراء فحص مهبلي والتأكد من مكان النزف، هل هو رحمي أم من عنق الرحم أم مهبلي.
- قد يطلب منك الطبيب استخدام إبر تثبيت الحمل.
- سينصحك الطبيب بالالتزام بالراحة المطلقة أي البقاء في حالة الاستلقاء على الظهر مع عدم القيام بأي عمل وعدم النهوض إلا لقضاء الحاجة أو لأمر ضروري.
- أبلغي طبيبك إذا استمر النزيف.
تجارب ابر تثبيت الحمل
نسبة عالية من النساء اللواتي ترغبن بحدوث الحمل قاموا باستخدام حقن تثبيت الحمل من أجل المحافظة عليه، فبعض التجارب كانت ناجحة وبعضها باءت بالفشل مع الأسف.
إليكم أهم تجارب مستخدمات إبر التثبيت البروجسترونية بالتفصيل.
تجربتي مع ابر تثبيت الحمل
- تقول سيدة في سن ٢٧ عاماً: “تعرضت للإجهاض التلقائي ثلاث مرات في السابق، وقد عانيتُ نفسياً وجسدياً وأجريت كافة الفحوصات والتحاليل اللازمة من أجل تحديد السبب المباشر الكامن وراء إسقاطاتي المتكررة، في النهاية قام الطبيب بوصف إبر تثبيت الحمل لي طيلة فترة حملي وبدأتُ أستخدم هذه الإبر كل ثلاثة أيام كما نصحني الطبيب مع الالتزام بالراحة الكاملة… لقد أتممت شهور حملي بسلام وتمكنت من الإنجاب أخيراً، تجربتي في تثبيت الحمل كانت مُتعبة ولكنها أثمرت في نهاية المطاف”.
- تتحدث سيدة أخرى عن تجربتها مع إبر التثبيت فتقول: “تجربتي مع إبر تثبيت الحمل لم تكن موفقة، لقد عانيتُ من الإجهاض مرات عديدة في الأشهر الأولى من الحمل، وفي كل مرة كنت أطلب فيها استشارة الطبيب لم أحصل من خلالها على جواب شافٍ للحدث المؤلم الذي حصل، في النهاية قرر الطبيب أن يصف لي حبوب تثبيت الحمل علها تنفع في إنقاذ الجنين، وبعد أن استخدمتها فترة ثلاثة أشهر أجهضتُ في الشهر الخامس ولم أحصل على أي فائدة من حبوب تثبيت الحمل تلك، تجربتي مع إبر التثبيت لم تكن جيدة فقد حدث الإجهاض مرة أخرى”.
- تخبرنا أيضاً امرأة في سن ٣١ عاماً: “بعد ولادتي لطفلي الثاني، قررت الإنجاب مرة أخرى بعد مضي ٣ سنوات على ولادتي الأخيرة، وبعد محاولات عدة حدث الحمل ولكنه لم يكتمل فقد كنتُ مهددة بالإسقاط منذ الشهر الثاني من الحمل والذي حدث أخيراً في منتصف الشهر الثالث، بعد أن تعافيتُ نفسياً وجسدياً من هذا الأمر قرر الطبيب أن يصف لي إبر تثبيت الحمل وبالفعل بدأتُ استخدامها في محاولتي الثانية، ومع بلوغي للشهر الرابع وجد الطبيب أنه لا داعي لاستكمال إبر التثبيت فتوقفت عن استخدامها وأتممت حملي بدون أي مشاكل تُذكَر، تجربتي مع إبر تثبيت الحمل كانت جيدة وغير مُتعبة”.
وسائل للمحافظة على الحمل
يُفضل أن تهيئ المرأة التي ترغب بالإنجاب نفسها جسدياً ومعنوياً قبل حدوث الحمل، ويتم ذلك من خلال التحدث إلى مقدمي الرعاية الصحية المتواجدين في منطقتها، فعلى المرأة أن تأخذ بعين الاعتبار الكثير من الأمور وما يترتب عليها من مسؤوليات طيلة فترة الحمل وبعدها.
تُنصَح المرأة التي ترغب بالحمل بتناول حمض الفوليك بتركيز 0.4 ملغ قبل عدة أسابيع وحتى ثلاثة أشهر من بدء الحمل وذلك لتجنب التشوهات العصبية مثل انعدام الجمجمة والشوك المشقوق.
تعرفي على: الفيتامينات والمعادن التي يجب أن تتناولها الحامل
في حال كانت الأم قد وضعت طفلاً مصاباً بتشوهات عصبية في السابق فتُنصَح بزيادة الجرعة من حمض الفوليك لتصل إلى 4 ملغ، وأن تستمر بتناوله طيلة فترة الحمل.
من ناحية أخرى، تُنصَح السيدة الحامل بالاعتناء بغذائها وأن تحرص على تناول حصص غذائية كافية من الحبوب واللحوم الحمراء والخضراوات وزيت السمك، وإذا لم يكن ذلك ممكناً بالنسبة لها فيجب عليها تعويض الفاقد من الحديد والفيتامينات الأخرى.
تحتاج الحامل خلال حملها يومياً إلى 36 ملغ من الحديد ونحو 150 ميكرو غرام من اليود الذي يعتبر ضرورياً للحامل لاسيما مع ازدياد نشاط الغدة الدرقية لديها؛ لأن نقص اليود عندها سيؤثر على التطور الدماغي للجنين وقد يُنذِر بحدوث تخلف عقلي.
يُعتبَر تناول المكملات الغذائية أمراً هاماً لصحة الحامل والجنين على حدٍ سواء، ولكن رغم ذلك يجب على الأم الانتباه واختيار المكملات الغذائية غير الحاوية على فيتامين A؛ فقد أثبتت الدراسات أن تناول كمية زائدة من فيتامين A يؤدي إلى أذية الجنين.
يحبذ أيضاً إجراء التمارين الرياضية لكونها:
- تُنقص من خطورة كسب الوزن غير الطبيعي.
- تُنقص حدوث الاضطرابات الاستقلابية التي تسبب حدوث داء السكري الحملي.
لذلك تٌنصَح الحامل بالمشي أو بإجراء تمارين خفيفة أخرى مدة ٢٠ دقيقة في اليوم لمدة ٤ أيام في الأسبوع.
فحوصات تنصح الحامل بالقيام بها
يوصى بإجراء زيارة باكرة لطبيب الأسنان بحيث تتمكن من القيام بالرعاية السنية في حال الحاجة لها في النصف الأول من الحمل؛ لأن الآفات اللثوية تحدث عند 50% من الحوامل، كما تُظهِر عدة أبحاث وجود علاقة وثيقة بين الآفات اللثوية وحدوث المخاض الباكر.
يطلب أيضاً من الأم الحامل بشكل روتيني القيام بتحليل البول للكشف عن البروتين والغلوكوز فيه؛ لأن وجود الغلوكوز ينبئ بحدوث ارتفاع السكر الحملي، وكذلك فإن وجود البروتين في البول فوق الحد الطبيعي يشير إلى وجود حالة ارتفاع ضغط شرياني، وكلا الحالتين تحتاجان لإيجاد العلاج والتدبير المناسبَين لئلا تتفاقم الحالة وتؤثر على مرحلة الولادة.
إذا شك الطبيب بوجود تشوهات صبغية -مثل متلازمة داون- فقد ينصح الأم بدراسة خزعة من المشيمة خلوياً أو بأخذ عينة من السائل السلوي إذا كان الحمل في مرحلة متقدمة أكثر وذلك من أجل الاطمئنان.
يمكن الكشف عن بروتين AFP أيضاً الذي يرتفع بشكل واضح في التشوهات العصبية وحالة انعدام الدماغ.
تُنصَح الحامل بإجراء تحاليل للكشف عن تركيز الهيموغلوبين ومخازن الحديد وتحديد الزمرة الدموية وعامل الريزيوس، ويفضل كذلك البحث والتحري عن الأمراض المنقولة بالجنس ومرض التهاب الكبد B.
إن متابعة الحمل ومراقبته باستمرار عند الطبيب ضمن مواعيد الزيارات التي يحددها هو أمر بالغ الأهمية؛ إذ يفيد في الاطمئنان عن حالة الجنين وكذلك الأم ويساعد على تجنب 45% من حالات الإسقاط التي تحدث لأسباب معروفة.
حالات مرضية يستطب فيها تحريض الإسقاط
بعد أن تحدثنا عن تجربتي مع إبر تثبيت الحمل والوسائل التي يمكن اتباعها لتفادي حدوث الإجهاض، ما هي الأسباب التي تدفع الطبيب لتحريض الإجهاض عند المريضة؟
في الواقع هناك عدة أسباب أهمها:
- عدم رغبة المريضة بالحمل: وتختلف هذه القضية من منطقة إلى أخرى، لأن بعض الدول تجرم كل طبيب يقوم بالإجهاض دون وجود سبب صحي قاهر.
- المرض النفسي للأم: مثل المرأة المصابة بالاضطرابات الذهانية أو العصبية الشديدة.
- أمراض القلب المتقدمة، قصور القلب الشديد عند الأم.
- قصور الكلية والأمراض الكلوية المزمنة عند الأم.
- إصابة الأم بالسرطانات الخبيثة ولاسيما سرطان الثدي وعنق الرحم.
- انتقال عدوى فيروسية للجنين لاسيما في الثلث الأول من الحمل.
- انحلال دم الجنين.
- تشوه خلقي غير متوافق مع الحياة.
عواقب الإسقاط المحرض
عندما يُجرى الإسقاط في ظروف طبية وصحية جيدة وبأيدٍ مدربة تكون الاختلاطات الناتجة عنه قليلة.
10% من النساء اللواتي أجرَين الإجهاض المحرض (الكورتاج) أُصبن بالإنتان، وأقل من 1 لكل مئة ألف من النساء كانت حالة وفاة.
لا يؤثر الإجهاض المحرض على خصوبة المرأة وقدرتها على الإنجاب، وكذلك لن تزداد معدل الإجهاضات العفوية لديها أو حالات الولادة المبكرة، وأيضاً لا يوجد أدلة على ازدياد حالات سرطان الثدي بعد الإجهاض.
الأدوية والحمل
يكون لدى الكثير من الحوامل تخوف من استخدام الأصناف الدوائية المختلفة خشية تسببها بأذية للجنين أو أية مخاطر تطال محصول الحمل.
لذلك قام الأطباء بتصنيف الأدوية خلال فترة الحمل إلى عدة أصناف متضمنةً الزمر التالية:
- في رأس القائمة الأدوية من الزمرة A وهي الأدوية التي يُسمَح بتناولها خلال فترة الحمل بأمان وبدون أي تأثيرات مشوِهة للأجنة أو مهددة للحمل، ومن هذه الأدوية نجد الفيتامينات والمكملات الغذائية والحديد والفوليك أسيد وكذلك الباراسيتامول.
- الأدوية من الزمرة B وتضم الأدوية التي لم تخضع لدراسات كافية لإثبات أمانها على الحامل بنسبة مئة بالمئة.
- أدوية الزمرة X والتي تضم العقاقير الدوائية التي تم إثبات تأثيراتها المهددة بحدوث الإسقاط والمشوِهة للأجنة، وتضم هذه الزمرة دواء الريتينوئيد المستخدَم في علاج حب الشباب (وهو مشتق فيتامين A واسمه التجاري الروكتان) وكذلك دواء الميتوتريكسات (وهو عبارة عن دواء مضاد للانقسام يؤدي إلى تشوهات في المضغة الجنينية غير متوافقة مع الحياة، لذلك يُمنَع من يتناوله عن الإنجاب سواء كان ذكراً أم أنثى طيلة مدة العلاج ولمدة ٦ أشهر بعد إيقاف العلاج به).
تعرفي أيضاً على: استخدام باراسيتامول عند الحامل
لذلك ننصح المرأة الحامل دوماً باستشارة الطبيب قبل العزم على تناول أي دواء مهما كان بسيطاً وذلك للتأكد من عدم وجود أي تأثير جانبي له ضار بالجنين.
خاتمة
وهكذا نكون قد تعرفنا معكم من خلال مقال تجربتي مع إبر تثبيت الحمل على أنواع هذه الإبر واستخداماتها وطريقة المحافظة على استمرار الحمل والوقاية من الإجهاض بشتى الطرق الطبية الآمنة.
إلى هنا نصل معكم إلى ختام مقالنا، نرجو لكم الصحة والعافية.
المصدر
آخر تحديث 6 أبريل، 2022