دائماً ما ترغب كلُّ أمٍ بتحقيق أقصى إفادة لطفلها، خاصةً الطفل الرضيع الذي تكون لديه حساسية تجاه أنواع الألبان الأخرى، نجد الكثير من الأمهات يردن التعرف على فوائد حليب الماعز للرضع، بعد أن بات يدخل في تركيبة الكثير من ألبان الأطفال، لأن لا شيء أهم من صحة أطفالنا، ويجب قبل أن نقدم لهم أي طعام أو شراب، أن نتأكّد من كونه لا يضرّ بهم أو بصحتهم، ولهذا سوف نتناول بالتفصيل اليوم أهم المعلومات عن حليب الماعز، وسوف نجيب على سؤال “هل حليب الماعز مفيدٌ للرضع؟”
حليب الماعز للرضع
يُعتبر لبن الماعز من نوعيات الألبان التي يتم استهلاكها بكثرة حول العالم، إذ أنّ نسبة تتراوح بين 65% و72% من مصنعات الألبان التي تستهلك حول العالم، تمّ تصنيعها من لبن الماعز، وسبب هذا هو أن تربية الماعز سهلة، وذلك غير متوافر عند النظر إلى متطلبات تربية الأبقار في الدول النامية، وأيضًا يُعدّ لبن الماعز مصدراً من المصادر الغنية بالكثير من المغذيات، مثل الدهون والبروتين، وكل تلك العناصر توفر فوائد كثيرة للجسم، بل هو أيضاً مصدرٌ يتضمّن كماً كبيراً من السعرات الحرارية، وعلى صعيد آخر يُعتبر لبن الماعز كثيفاً وأكثر دسامة بالمقارنة بحليب الأبقار، لهذا ففي العديد من دول العالم يفضّل الكثيرون تناول حليب الماعز، بل ويتم إعطاؤه للأطفال الرضع.
هنا تجد: حليب نيدو للاطفال وما هو النوع المناسب لطفلك
فوائد حليب الماعز للرضع
يوصي الكثير من الأطباء باستعمال لبن الماعز للرضع؛ لأنه يشكّل مصدراً مهماً من مصادر الكالسيوم والبروتين للرضيع بعد أن يُتمّ أول عام له، إلى جانب الحليب الصناعي أو حليب الأم، لكونه متعدد الفوائد، ومنها:
الوقاية من الحساسية
يتضمّن لبن الماعز نسبة قليلة من اللاكتوز بالمقارنة بحليب الأبقار، ومن المعروف أن اللاكتوز يُعدّ سكراً ثنائياّ يتضمّنه الحليب، ويمكن أن يعاني عددٌ من الرضع من التحسّس تجاهه، ويُطلق على تلك الحالة حساسية اللاكتوز، وتكون ناتجة عن قلة إنزيم اللاكتاز بالجسم، وهو إنزيم يقوم بتكسيره؛ لهذا فإنّ لبن الماعز يقي الرضيع بشكل نسبي من حدوث هذه الحساسية.
مصدر جيد للدهون الجيدة
من فوائد حليب الماعز للأطفال، أنه يتضمّن نسبة عالية من الدهون المفيدة للطفل، مثل الدهون المتعددة غير المشبعة، التي يكون من السهل عليه امتصاصها وهضمها.
سهل الهضم
يُعتبر اللاكتوز مكوناً يصعب هضمه على الرضيع، ولأن لبن الماعز يحوي كمية أقل منه، فإنّه يتم هضمه بصورة أسرع، بالمقارنة مع غيره من نوعيات الألبان، وذلك يعمل على تقوية صحة الأمعاء.
مصدر غني بالبروبيوتيك
تتضمّن غالبية نوعيات الألبان نوع بكتيريا صحية يُطلق عليها البروبيوتيك، ويتضمّن لبن الماعز كماً كبيراً من تلك البكتيريا، بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، وذلك يساعد الطفل على أن يظلّ بصحة جيدة، مع المحافظة على البكتيريا الجيدة داخل الأمعاء، وتقوية أداء الجهاز الهضمي.
تركيبته قريبة من حليب الثدي
من فوائد لبن الماعز للأطفال أيضًا، أن درجة حموضته قريبة لرقم حليب الثدي الهيدروجيني، وهو ما جعله خياراً مثالياً للرضيع، ويحدّ من فرص أن يصاب بالتهاب في الجهاز الهضمي.
مليء بخواص مضادة للالتهاب
هناك مجموعة دراسات طبية أظهرت أنّ لبن الماعز يتضمّن مجموعة من الخواص المضادة للالتهاب، وذلك يجعله مفيداً للرضيع، في حالة كان يعاني من مشكلة في الهضم، فهو عاملٌ مساعد على معالجة أمراض والتهابات الجهاز الهضمي، مثل التهاب القولون.
نسبة الكوليسترول أقل
يتضمّن حليب الماعز نسبة كوليسترول قليلة، وهذا الأمر يمكنه أن يساعد بصورة كبيرة في وقاية الرضيع من خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول عند الكبر، مثل أمراض ارتفاع ضغط الدم، وتصلّب الشرايين، أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
أيهما أفضل حليب الماعز أم البقر للرضع؟
من غير الممكن الجزم بكون لبن الماعز أفضل من لبن الأبقار للرضيع، أو القول بعكس ذلك، فهذا الأمر متوقف أولًا على متطلبات الطفل الغذائية، وهل لديه تحسّس تجاه اللاكتوز، فكمّ المعادن والفيتامينات في لبن الماعز ولبن الأبقار هو نفسه تقريبًا، وعلى الرغم من هذا يمكن التفرقة بينهما عبر مجموعة عوامل منها:
- لبن الماعز سهل الهضم بالمقارنة بلبن الأبقار، فهو يتضمّن كماً أكبر من البروبيوتيك، إلى جانب أن الأحماض الدهنية التي توجد به مكونة من سلاسل حجمها صغير إلى متوسط، وذلك يجعل هضمها وتكسيرها أسهل، إلى جانب كون درجة حموضة حليب الماعز كما ذكرنا قريبة من لبن الأم.
- يرتبط حليب الأبقار بارتفاع نسبة خطر التحسّس، إذ أنه يتضمّن كماً أكبر من اللاكتوز، ومجموعة بروتينات لها علاقة بحساسية الحليب عند الرضع.
- يتضمّن حليب الماعز نسبة كالسيوم أكبر، إلى جانب فيتامين أ وفيتامين ب 6، وبوتاسيوم، وذلك بالمقارنة بلبن الأبقار.
- يتضمّن حليب الأبقار نسبة كبيرة من فيتامين B12 إلى جانب حمض الفوليك، وهما من العناصر الهامة من أجل تطور دماغ الطفل والخلايا العصبية.
يمكننا أن نقول بشكلٍ عام أن كلا النوعين يحتويان على كالسيوم وبروتينات ومعادن، وعلى الرغم من كون التركيبة الخاصة بكل منهما متشابهة إلى حدٍّ ما، فإنّه يمكن اعتبار لبن الماعز الخيار الأفضل، وذلك عندما يكون لدى الطفل اضطرابات هضم أو تحسس.
قد يهمك أيضًا: حليب المراعي للاطفال ومتى يتم إعطاؤه للطفل؟
فوائد حليب الماعز لزيادة الوزن للأطفال
تقوم الدهون المشبعة التي توجد في لبن الماعز بزيادة الوزن عند الأطفال، كما تعمل البروتينات والكربوهيدرات التي يمتاز بها هذا النوع من الحليب على مدّ الجسم بعناصر غذائية لازمة لمعالجة النحافة، لهذا فإنّ منح الطفل حليب الماعز كل يوم، يؤدي إلى زيادة الوزن.
تجارب حليب الماعز للرضع
تجربتي مع حليب الماعز للرضع، كانت أنه منذ أن رزقني الله بطفلي وبدأت ألاحظ أنه يعاني من إسهال مستمر لفترات أو إمساك لفترات أخرى، بل وكنت أجد في بعض الأوقات وبعد أن ينتهي من الرضاعة، أنه سرعان ما يبدأ في التقيؤ ورمي كل كمية الحليب الذي تناوله، كما أن وزنه بدأ ينقص بشكلٍ ملحوظ. بدأت الشعور بالقلق، ولكن سريعًا توجّهتُ إلى طبيب الأطفال المختص، وبعد إجراء التحاليل والفحوصات أكّد لي أن طفلي لديه حساسية اللاكتوز، ويجب أن يتوقف عن تناول أي حليب يتضمّن نسبة كبيرة منه، بل ووصف لي حليب الماعز، كي أبدأ في إعطاء طفلي منه، بالفعل بدأت ذلك، وبدأت الأمور تستقر وتوقفت الأعراض التي كانت تزعجني وتزعج طفلي.
تجربتي مع حليب كابريتا أنّ ابنتي كانت تعاني طوال الوقت من الإمساك، بل وظلّ الأمر كذلك لمدة أكثر من شهرين، وكانت تعاني كثيرًا وكنت انا نفسي أشعر بالإزعاج، كل يوم أرى ابنتي تشعر بالألم خلال الإخراج، ولم أتمكّن من فعل شيء، قمتُ بتجربة أنواع كثيرة من العلاجات بل ونوعيات عصائر مختلفة، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، بل وصل الأمر إلى تجربة الحقنة الشرجية مرة كل 3 أيام، كل ذلك وكانت ابنتي لا تزال في عامها الأول، حتى لجأتُ ذات يوم إلى الطبيب المختص، الذي أكّد لي إصابة ابنتي بحساسية الألبان (عدم تحمل اللاكتوز)، وأكّد لي أن حليب كابريتا للرضع سوف يكون فعالاً معها كثيرًا، وبالفعل قمتُ بشرائه من الصيدلية وبدأت بإعطائه لصغيرتي، وبالفعل أصبحت طفلتي تشعر بالراحة من وقتها، بل وانتظمت عملية الإخراج لديها بسلاسة.
طريقة تحضير حليب الماعز للأطفال
في بادئ الأمر في حالة كان لبن الماعز سائلاً وليس مجففاً، فعلى الأم أن تقوم بغليه، لأنه مثله مثل أي نوع لبن آخر، من الممكن أن تؤثر عليه أية عوامل خارجية بشكل يؤدي إلى تلوثه، ولهذا من اللازم تطهيره بشكل جيد، وفي حالة كان من النوع المجفّف (مسحوق)، يتم إعطاؤه للطفل ليحلّ محل لبن الأم بكم محدود، وذلك كما يلي:
- الرضيع في سن الشهر، يتمّ تحضير وجبة عبارة عن 40 مللي حليب مع 20 مللي ماء مغلي.
- كذلك الرضيع في عمر الشهرين، يتم تحضير وجبة مكونة من 60 مللي لبن مع 30 مللي ماء مغلي.
- الرضيع بين سن الثلاثة شهور والأربعة شهور، يتمّ تحضير وجبة مكوّنة من 80 مللي حليب مع 40 ملليِ ماء مغلي.
- أيضًا الرضيع في عمر 6 شهور، يحصل على وجبة مكونة من 100 مللي لبن ماعز مع 50 مللي ماء مغلي.
يجب العلم أنه من الواجب أن تلتزم الأم بالنسب، حتى لا ينتج عن الإفراط أضرار على صحة الطفل، وبالتأكيد من الواجب الرجوع إلى الطبيب المختص قبل إعطاء الرضيع لبن الماعز.
شاهد أيضًا: هل الحليب يزيد الوزن؟ تجارب المستخدمين
هل يمكن اعتبار لبن الماعز بديلًا عن لبن الأم للرضيع؟
من الممكن أن يحلّ حليب الماعز محل حليب الأم، في حالة كانت الأم غير قادرة على توفير الرضاعة بشكل طبيعي لطفلها، أو إذا كان لبن الثدي غير كافٍ أو مشبع للطفل.
إذ أن لبن الماعز هو أقرب نوع حليب لحليب الأم من بين كل الأنواع الأخرى قليلة السكر التي يصفها الأطباء. لكن من الأفضل منح الطفل الحليب الطبيعي، لأنه يتضمّن كماً كبيراً من السكريات قليلة التعدد القادرة على توفير الكثير من الفوائد الصحية للطفل الرضيع. بل ويحافظ على أمعائه بصحة جيدة، ويساعد على تطوير جهاز المناعة، ويحمي الطفل من أي التهاب معوي.
نصائح عند اختيار حليب الماعز للرضع
مثله مثل أي منتج غذائي، توجد مجموعة نصائح يجب أن توضع في الاعتبار عند اختيار نوع لبن الماعز، في حالة تم وصفه للرضيع، وهذه النصائح هي:
- يجب اختيار نوعٍ يتضمّن حمض الفوليك؛ وهذا لأنّ لبن الماعز يتضمّن كماً قليلاً منه بالمقارنة بما يكون الرضيع في حاجة له.
- كذلك يجب أن يُختار اللبن المبستر، والذي تعرّض للتسخين ثم التبريد من أجل القضاء على كل ما يسبّب الأمراض داخله.
- يجب اختيار الصنف الذي يكون مدعماً بمواد غذائية، وبالأخص فيتامين د، لأنه مهم للغاية لنمو العظام. إلى جانب فيتامين ب 9 أو الفولات الذي يفتقده حليب الماعز.
- وهذا لكون المنتجات المدعومة تقوم بإيصال البدائل الغذائية المهمة إلى الطفل.
- اختيار المنتجات المعبأة، لأنها في الغالب تكون مبسترة، وذلك بشكل أكثر من الأنواع التي تباع سائبة.
أضرار حليب الماعز للرضع
على الرغم من فوائده العظيمة، إلا أن لبن الماعز تشوبه بعض الأضرار، ومنها:
- يسبّب انتفاخاً وتكون غازات، إذا تمّ تناول كمٍّ كبير منه.
- هناك حالات تصاب بعد تناوله بتْهيج الأمعاء.
- في أحيان معينة ينتج عنه فقر دم، لكونه لا يتضمّن كماً وافراً من حمض الفوليك، لهذا قد يصاب الرضيع بفقر دم حليب الماعز، وهو نوع من أنواع فقر الدم.
- يتضمّن كماً كبيراً من المعادن والفيتامينات التي يمكن أن تكون غير ملائمة لوزن الطفل.
- من الأفضل عمل تحليل تحسّس قبل منحه للطفل؛ لأنه قد يكون لدى الطفل حساسية تجاهه.
- يمكن أن يسبّب تسمّماً أو عدوى إذا كان غير مبستر.
- لا يتضمّن كماً كافياً من فيتامين ب 12 وفيتامين د والحديد والفولات.
هنا تجد أيضًا: حليب سيميلاك جولد ما الذي يقدمه لطفلك؟ وهل يسمن أم لا؟
أثبت حليب الماعز للرضع فاعليته مع الكثير من الأطفال، فقد عالج الكثير من مشكلات الهضم التي كان يعاني منها الكثير من الأطفال بسبب عدم تحملهم للاكتوز، ولكن مثله مثل أي منتج آخر، يحتاج لأن يتم استشارة الطبيب المعالج بشأنه.
المصدر: https://www.cambridge.org/core/journals
آخر تحديث 28 مايو، 2022