يمكن أن تؤثر الأوجاع والآلام التي تصاحب الحمل سلبًا على الأم. ستستخدم بعض النساء الحوامل علاجات بديلة بينما بالنسبة لأخريات، فإن مسكن الآلام هو الحل الوحيد الذي بمقدورهم من خلاله أن يحصلوا على الراحة. فهل من الممكن أخذ الباراسيتامول أثناء الحمل؟ وما هي جرعة الباراسيتامول للحامل؟ وهل يؤثر الباراسيتامول على الحامل؟ وهل الباراسيتامول يضر الحامل؟ كل هذه الأسئلة سوف يتم تناولها في السطور القادمة بشكل تفصيلي.
يعتبر الباراسيتامول أكثر المسكنات أمانًا للحوامل، له آثار جانبية قليلة وعادة ما تقتصر على ردود الفعل التحسسية الطفيفة. يمكن أن يكون لمسكنات الألم الأخرى التي لا تتطلب وصفة طبية عواقب وخيمة عند تناولها أثناء الحمل، لذا فإن فهم المكونات النشطة في الأدوية يحافظ على سلامة الأمهات.
الباراسيتامول هو دواء يتم استخدامه لعلاج الحمى والألم الخفيف إلى المتوسط. يتوفر الأسيتامينوفين بمفرده وبالارتباط مع أدوية غيره لكي يعالج أعراض الأنفلونزا والصداع ونزلات البرد والتهاب المفاصل. متاح لك شراء عقار الاسيتامينوفين بأشكال مختلفة، بما في ذلك السوائل والأقراص والكبسولات. الاسم التجاري الشائع هو تايلينول®.
هل الباراسيتامول آمن للحامل؟
أصبح الربط بين عقار الباراسيتامول والحمل موضع تساؤل مؤخرًا بعد دراسة جديدة تبحث في الصلة المحتملة بين المشكلات السلوكية عند الأطفال واستخدام الأم الباراسيتامول قبل الولادة. وقد أثار هذا القلق بين الأمهات الحوامل والمهنيين الصحيين.
ومع ذلك، قال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور ستيرجياكولي، “لا يزال الباراسيتامول يعتبر آمنًا للاستخدام خلال الحمل، لذا يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية ألا ينصحوا النساء الحوامل بالحد من استخدام الباراسيتامول. هناك خطر من عدم معالجة الحمى أو الألم أثناء الحمل، ويجب موازنة ذلك بعناية مقابل أي ضرر محتمل للنسل “.
يؤكد مدير الكلية الملكية الأسترالية والنيوزيلندية الخاص لأطباء التوليد وأمراض النساء (RANZCOG) البروفيسور مايكل بيرمزيل هذا القول، “هناك مجموعة كبيرة من الأدلة لدعم الاستخدام الآمن للباراسيتامول أثناء الحمل، كما أن الارتباط السببي للباراسيتامول والمشاكل السلوكية في النسل لم يتم إثباته بعد. في الواقع، هناك تفسيرات أخرى محتملة لتلك الملاحظة، يعتقد بعض الأطباء أنها أكثر ترجيحًا. لذلك لا ينبغي أن تضطرب النساء من هذه النتائج ولكن مع ذلك كن على دراية باحتمال وجود ارتباط “.
كثيرًا ما يتم تناول الباراسيتامول لتدبير الألم أو الحمى أثناء الحمل. يضيف البروفيسور بيرمزيل، “ستختار العديد من النساء اتباع استراتيجيات لتقليل أخذ الباراسيتامول خلال الحمل ولكن لا تتوفر أدلة بشكل كافي للتوصية بعدم استخدام الباراسيتامول على الإطلاق”.
لم يتم إجراء دراسات لمعرفة ما إذا كان عقار الباراسيتامول يمكن أن يجعل من الصعب على المرأة الحمل.
هل يزيد تناول عقار الباراسيتامول من فرصة حدوث الإجهاض؟
يمكن أن يحدث الإجهاض في أي حمل. بناءً على الدراسات المتاحة، من غير المرجح أن يؤدي أخذ عقار الباراسيتامول خلال الجرعات الموصى بها إلى زيادة فرصة الإجهاض. ولكن علي الرغم من ذلك يحذر بعض الأطباء بأن الباراسيتامول للحامل خاصةً في الشهر الأول من الممكن أن يكون له أثر على الحمل، وأنه من الأفضل البدء بتناوله من بعد الأسبوع الـ 30 من الحمل.
هل تناول عقار الباراسيتامول للحامل في الشهور الأولى يكثر من فرصة حدوث تشوهات خلقية؟
لدى جميع النساء خلفية خطر التعرّض لإنجاب طفل مصاب بعيب خلقي بنسبة 3-5%. عند استخدامه بالجرعة الموصى بها، لم يثبت أن عقار الباراسيتامول يزيد من فرصة حدوث عيوب خلقية.
هل الباراسيتامول مضر للحامل؟
يعتبر معظم مقدمي الرعاية الصحية أن الباراسيتامول خاصة باراسيتامول 500 للحامل هو مسكن الآلام المفضل أثناء الحمل. من الأفضل استخدامه فقط حسب الحاجة وبأقل جرعة فعالة. قد يكون لدى مقدمي الرعاية الصحية الخاصين بك توصية بشأن الجرعة التي يريدون منك تناولها. الجرعة القصوى الموصى بها من عقار الباراسيتامول هي 4000 مجم في يوم واحد.
الباراسيتامول يوجد أيضًا في الكثير من الأدوية المركبة. تحققي بعناية من مكونات أي أدوية أخرى تتناولينها لمعرفة ما إذا كانت تحتوي أيضًا على عقار الباراسيتامول. ستحتاجين إلى إضافة كمية الباراسيتامول في الأدوية للتأكد من أنك لا تأخذين أكثر من 4000 مجم في يوم واحد.
من أضرار الباراسيتامول للحامل إمكانية إحداثه قصوراً في الكبد والكلى وفقر الدم (انخفاض الحديد في الدم) لدى المرأة الحامل. كما تم الإبلاغ عن إحداثه لنفس المشاكل عند الطفل.
حذرت دراسة حديثة من أن النساء اللواتي يستهلكن الباراسيتامول أثناء الحمل، والذي يتم استخدامه على مدى واسع لخفض درجة الحرارة أو تخفيف الألم، قد يزيد من خطر الإضرار بخصوبة بناتهن.
وجد علماء من جامعة إدنبرة الموجودة في اسكتلندا إحدي أضرار الباراسيتامول على الحمل بأن المبيضين البشريين الذين تعّرضا للباراسيتامول لمدة أسبوع في المختبرات فقدوا ما يصل إلى 40 في المائة من خلايا البويضات لديهم.
إذا حدث هذا التأثير في الرحم، فقد يعني ذلك أن الفتيات الصغيرات اللائي تعرضن للعقار بكثرة ينتهي بهن الأمر إلى الولادة مع عدد أقل من البويضات. ونقلت صحيفة ديلي ميل عن الباحثين قولهم إن هذا من شأنه أن يمنحهن سنوات أقل يمكن أن يحملن فيها ويؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر.
قد يكون ذلك بسبب تداخل كل من الباراسيتامول والإيبوبروفين مع هرمون يسمى البروستاغلاندين E2، والذي يبدو أنه يلعب دورًا حيويًا في نمو الجهاز التناسلي للجنين. قال ريتشارد شارب، الأستاذ في الجامعة: “تحدد هذه الدراسة المخاطر المحتملة من تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، على الرغم من أننا لا نعرف بشكل دقيق ما هو تأثيره على صحة الإنسان ولا الجرعة التي قد تلحق الضرر بالخصوبة”.
بينما يمكن أن يتأثر الأولاد الذين لم يولدوا بعد بالمسكن، لكن وعلى عكس النساء اللواتي يكون إمدادهن بالبويضات محدودًا، فإنهم يواصلون إنتاج الحيوانات المنوية طوال حياتهم، مما يعني أن الخطر على خصوبتهن ليس خطيرًا، كما قال الباحثون.
هل تناول عقار الباراسيتامول أثناء الحمل يسبب مشاكل طويلة الأمد في السلوك أو التعلم للطفل؟
اقترحت بعض الدراسات أن تناول عقار الباراسيتامول يوميًا أو معظم الأيام خلال النصف الثاني من الحمل يمكن أن يزيد قليلاً من فرصة الإصابة بالربو عند الأطفال. ومع ذلك، قد تكون العوامل الأخرى هي سبب تطور الربو لدى الطفل، مثل مرض الأم، أو السبب الذي دفعها إلى تناول عقار الباراسيتامول أثناء الحمل، وليس عقار الباراسيتامول نفسه.
هناك أيضًا دراسات أشارت إلى وجود ارتباط محتمل مع تأخر بسيط في النمو (بما في ذلك تأخر اللغة) والإصابة بفرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD). كان هذا الارتباط أقوى عند تناول عقار الباراسيتامول لمدة 28 يومًا أو أكثر أثناء الحمل. ليس من الظاهر ما إذا كانت هذه النتائج مرتبطة بالباراسيتامول أو بعوامل أخرى.
قارنت دراسة أخرى استخدام النساء الباراسيتامول أثناء الحمل ثم قيمت أطفالهن في عمر أربع سنوات. لم تجد هذه الدراسة فرصة متزايدة للتأثيرات الضارة على ذكاء الأطفال أو التعلم أو النمو.
هل يمكن الرضاعة الطبيعية خلال تناول عقار الباراسيتامول؟
تم العثور على الباراسيتامول بمستويات منخفضة في حليب الثدي. عند الحاجة، يتم إعطاؤه للرضع بجرعات أعلى مما قد يحصلون عليه من لبن الأم. الآثار السلبية على الأطفال حديثي الولادة المعرضين نادرة. تأكد من التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك فيما يخص أسئلة الرضاعة الطبيعية الخاصة بك.
جرعة الباراسيتامول للحامل
تعد الجرعة التي من الممكن أن تستخدمها الحامل وتكون آمنة لها هي 325 – 650 مجم كل 4-6 ساعات أو بشكل يومي 1000 مجم 3 – 4 مرات (يجب يومياً عدم تجاوز الجرعة القصوى 4 غرامات). ويُوصى بالالتزام بما يقوله الطبيب أو الصيدلاني فيما يخص الجرعة المناسبة وعدم تجاوزها، لأن فرط الجرعة من الممكن أن يقود إلى اضطرابات في الكبد عند الأم والجنين.
الاحتياطات العامة
من الآمن أخذ الباراسيتامول مع العديد من الأدوية الموصوفة، ويشتمل ذلك المضادات الحيوية.
الباراسيتامول غير ملائم لبعض الأفراد. تحدثي إلى طبيبك إذا تناولت:
الوارفارين المميع للدم – يمكن أن يكثر الباراسيتامول من خطر النزيف إذا كنت تتناوله بانتظام.
دواء لعلاج الصرع.
دواء لعلاج السل (TB).
انتباه!
“ما ورد عن هذا الدواء في هذه المقالة مبني على النشرة الطبية للدواء.. مع هذا فيجب عليك استشارة الطبيب.”
