تعد اضطرابات الدورة الشهرية أكثر ما يؤرق الإناث في مرحلة النشاط التناسلي، فقد يتأخر موعد الطمث عند بعضهن ويتساءلنَ عن أسباب عدم نزول الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل وهو ما يحتاج إلى الكثير من الدراسة وإجراء الفحوصات الطبية لمعرفة السبب المباشر لتأخر أو انقطاع الدورة الشهرية.
يسيطر على الدورة الشهرية مجموعة من الهرمونات التي يتم إفرازها بدايةً من الدماغ من منطقة الوطاء تحديداً، إذ تؤثر هرمونات الوطاء على النخامى فتحرضها لإفراز الهرمون الذي ينمي الجريبات المبيضية والذي يدعى FSH، والهرمون الآخر الذي يدعى LH يتحكم بالنصف الثاني من الدورة الشهرية أي ما بعد الإباضة، كما تلعب هرمونات النخامى دورها في التأثير على المبيض بشكل مباشر والذي يقوم بدوره بإفراز الإستروجين والبروجسترون.
في هذا المقال سنتعرف على أسباب عدم نزول الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل كما سنذكر لكم ما يجب فعله عند تأخر الدورة الشهرية فتابعوا معنا.
في الحقيقة يوجد العديد من الأسباب الفيزيولوجية أو المرضية التي تسبب عدم انتظام الدورة الشهرية وتأخرها عن موعدها، ولعل أبرز وأهم سبب لتأخر الدورة الشهرية وأول ما يجب التفكير به عند تأخر موعد الطمث هو حدوث الحمل لذلك ينبغي على كل سيدة يتأخر عندها موعد الحيض أن تجري اختبار الحمل المنزلي أو تقوم بالكشف بالأمواج فوق الصوتية عند الطبيب المختص لنفي أو إثبات الحمل، ولكن ما هي أسباب عدم نزول الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل؟، إليكم الإجابة.
تعتبر كيسات المبيض اضطراباً شائعاً يصيب الإناث في المرحلة الباكرة من نشاطهن التناسلي، حيث تكثر الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات PCO في سن 17 – 19 عاماً.
وتحدث كيسات المبيض في هذه المرحلة العمرية لعدة أسباب أهمها وجود خلل في إفراز الهرمونات والاستجابة لها من قبل المبيض حيث يرتفع هرمون التوستستيرون الحر ويتناقص مستوى هرمون الإستروجين فيؤدي هذا الأمر إلى خلل في عمل المبيض وعدم حدوث الإباضة في معظم الدورات الشهرية.
تترافق متلازمة PCO مع تباعد فترات الطمث وحتى انقطاعه في الحالات الشديدة غير المعالجة، ويسبب هذا الاضطراب الإحراج للأنثى لأنه يترافق مع البدانة والشعرانية وحب الشباب وخشونة الصوت أيضاً.
قد يحدث تأخر الدورة 10 أيام بدون حمل عند المريضة المصابة بهذه المتلازمة لاسيما أن هذه الحالة تترافق مع نقص الخصوبة عند الأنثى وصعوبة حصول الحمل وغالباً ما تتطلب العلاج عن طريق الزرع واستخدام تقنيات الإخصاب المساعد عبر الأنابيب.
الحمل الهاجر
وهي مشكلة مرضية تحدث عند بعض السيدات أكثر من غيرهن حيث تزداد نسبة حدوث الحمل الهاجر عند كل من:
السيدة التي خضعت لعملية قيصرية سابقة أو جراحة على منطقة البطن والحوض.
مريضة متلازمة المبيض متعدد الأكياس.
الإصابة بالأورام الليفية.
المصابات بإنتان حوضي سابق أو الداء الحوضي الالتهابي PID.
تشوهات الرحم (مثل: الرحم ذو القرنين والرحم ذو القرن).
وتعد مشكلة الحمل الهاجر مشكلة خطيرة تتطلب علاجاً دقيقاً وحذراً لأن إهمالها قد يؤدي في النهاية إلى حدوث نزيف صاعق مهدد للحياة.
في الحمل الهاجر يحدث تأخر الدورة وغثيان بدون حمل وتكون الأعراض مشابهة تماماً لأعراض الحمل الطبيعي؛ حيث يرتفع هرمون HCG (هرمون الحمل) ويكون اختبار الحمل المنزلي إيجابي ولكن عند الكشف بالأمواج فوق الصوتية على الرحم يجد الطبيب الرحم فارغاً حتى من كيس الحمل أو يلاحظ وجود كيس حمل في الرحم ولكنه فارغاً.
يكون علاج هذه الحالة بناءً على وضع المريضة، بعض الحالات يمكن علاجها دوائياً بدون أي مشاكل أما الحالات المتقدمة والمتفاقمة تحتاج إلى تدبير إسعافي ومراقبة ضمن المستشفى.
زيادة هرمون الحليب في الجسم
يُفرَز هرمون الحليب أو هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية ويمارس تأثيره على الغدد الموجودة في الثدي فيقوم بتجهيزها لعملية إفراز الحليب وتشكيله خلال الحمل.
في بعض الحالات المرضية يحدث زيادة في إفراز هذا الهرمون بدون وجود حمل، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض التي تشمل:
البدانة.
العقم.
تأخر الدورة الشهرية وتباعد الطمث.
قصور الغدة الدرقية.
تساقط الشعر.
الخمول.
يمكن أن يؤدي فرط هرمون الحليب غير المعالج إلى تأخر الدورة 3 شهور بدون حمل لأنه يؤثر على عملية الإباضة وينقص من خصوبة المرأة.
يستدعي الكشف عن نسبة عالية من هرمون الحليب العلاج الدوائي بواسطة البروموكربتين (وهو دواء يساعد على منع إفراز البرولاكتين من النخامى) أو قد يحتاج الأمر إلى العلاج الجراحي لاستئصال النسيج المفرز لهذا الهرمون من الغدة النخامية مباشرة.
انخفاض الوزن الشديد
يعد انخفاض الوزن وممارسة الأعمال المجهدة بشكل كبير عاملاً أساسياً في اضطراب الدورة الشهرية وتأخر الطمث؛ حيث تؤثر كمية النسيج الدهني الموجودة في جسم الأنثى في تركيز هرمون الإستروجين في الدم كما يلعب الإجهاد والتوتر النفسي دوراً في التأثير على التوازن الهرموني عند الأنثى بشكل عام.
وهناك بعض الحالات المرضية التي تترافق مع نقص الوزن وتأخر الدورة الشهرية ومنها:
مرض القهم العصبي: وهو مرض نفسي يظهر عند المراهقات إذ تخشى المريضة من تناول الطعام خوفاً من زيادة الوزن، وتكون الحالة مرضية ومبالغاً بها لأن المريضة تكون نحيلة غالباً وتبقى غير راضية عن مظهرها الخارجي.
حالات المجاعة.
أمراض سوء الامتصاص المعوية.
راقصات الباليه.
يمكن أن يحدث تأخر الدورة 20 يوماً بدون حمل إذا كانت الأنثى تمتلك مؤشر كتلة للجسم أقل من 19 وفي هذه الحالة يكون العلاج متمثلاً في الحصول على غذاء متوازن وصحي مع استبعاد ممارسة النشاطات الفيزيائية المجهدة للأنثى.
خمول الغدة الدرقية
تفرز الغدة الدرقية هرمون التيروكسين المسؤول عن تحفيز العمليات الاستقلابية وإنتاج الطاقة في الجسم.
يحدث خمول الغدة الدرقية عند السيدات بشكل شائع، وتترافق هذه الحالة مع مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الجسم بشكل عام، وتتمثل هذه الأعراض بما يلي:
الشعور الدائم بالبرد.
زيادة الوزن.
تساقط الشعر وتقصف أطرافه.
الخمول والكسل.
تأخر الدورة الشهرية وتباعد الطمث.
نقص الخصوبة.
الإمساك.
من الممكن في هذه الحالة تأخُر الدورة 15 يوماً بدون أعراض حمل ويحتاج العلاج لتناول حبوب التيروكسين لتعويض الهرمون الدرقي المفقود.
مدة تأخر الدورة الشهرية الطبيعي
بعد أن تعرفنا على أسباب عدم نزول الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل قد تتساءلون عن مدة تأخر الدورة الشهرية الطبيعي بدون وجود مشاكل.
في الحقيقة إن الفترة الطبيعية بين كل دورة شهرية وأخرى تتراوح ما بين 22 و 35 يوماً، إذا زادت الفترة عن 35 يوماً تسمى هذه الحالة تباعد طموث أو قلة طموث وتكون هذه هي مدة تأخر الدورة الشهرية الطبيعية، أما في حال تأخرها لمدة أكثر من 40 يوماً فإن ذلك يستدعي القيام بالمزيد من الاستقصاءات لتحديد السبب.
مدة تأخر الدورة الشهرية لمعرفة الحمل
قد تتسرع المرأة بإجراء اختبار الحمل المنزلي في وقت مبكر من تأخر موعد الدورة الشهرية وبالتالي قد يظهر اختبار الحمل نتيجة سلبية خاطئة، لذلك يجب الانتظار قليلاً ومعرفة مدة تأخر الدورة الشهرية لمعرفة الحمل بشكل مؤكد.
يمكن للأنثى أن تقوم بإجراء اختبار الحمل المنزلي أو تحليل هرمون الحمل ضمن المخبر بعد تأخر الدورة الشهرية لمدة 10 إلى 14 يوماً من موعد الدورة الشهرية المتوقع، وبعد التحقق من حدوث الحمل ينبغي التوجه إلى الطبيب الأخصائي ومتابعة الحمل من خلال إجراء زيارات دورية يتم من خلالها الاطمئنان على صحة الحامل والجنين.
أعراض تأخر الدورة الشهرية بدون حمل
من الممكن أن تلاحظ المرأة وجود عدة أعراض تترافق مع أسباب عدم نزول الدورة الشهرية مع عدم وجود الحمل المختلفة، وتشمل هذه الأعراض كلاً من:
الآلام الدورية في منطقة الحوض وأسفل البطن.
شعور بالغثيان.
التعب والإرهاق.
شعور بعدم الارتياح.
انتفاخ البطن وزيادة الوزن.
اضطرابات المزاج والكآبة.
زيادة الشهية.
من الممكن أن تترافق أعراض تأخر الدورة الشهرية بدون حمل مع أعراض متنوعة عائدة للسبب المؤدي لاضطراب الطمث مثل أعراض خمول الدرق ومتلازمة PCO.
نظراً لأسباب تأخر الطمث المتعددة والكثيرة فإن الإجابة على سؤال “كم يوم يمكن أن تتأخر الدورة الشهرية بدون حمل؟” يعد غير ممكنٍ إلى حدٍ ما.
في بعض الحالات قد يحدث تأخر الدورة 15 يوماً بدون أعراض حمل وفي حالات أخرى قد تطول المدة إلى تأخر الدورة 3 شهور بدون حمل بحسب الحالة المرضية الموجودة.
يعد علاج تأخر الدورة الشهرية بدون حمل أمراً ضرورياً؛ لأنه يساهم في إعادة الضبط والتوازن الهرموني إلى وضعه الطبيعي وبالتالي يضمن للمرأة المحافظة على خصوبتها ويزيد فرص حدوث الحمل لديها.
علاج تأخر الدورة الشهرية بدون حمل
قبل أن نوضح طريقة علاج تأخر الدورة الشهرية بدون حمل ينبغي التأكيد على فكرة هامة وهي أنه في بعض الحالات قد يكون سبب تأخر الدورة بدون حمل سبباً فيزيولوجياً، أي أنه أمرٌ طبيعيٌ ولا يدل على وجود أي اضطراب مرضي، ويظهر اضطراب الدورة الشهرية الفيزيولوجي بشكل خاص عند الإناث في بداية سن النشاط التناسلي ونهايته -أي تحت سن 18 عاماً وأكثر من 45 سنة- ويعزى هذا الأمر إلى اضطراب إفراز الإستروجين في هاتَين المرحلتَين من العمر، ومن الجدير بالذكر أن اضطرابات مواعيد الدورة الشهرية في هذه المرحلة وعدم انتظامها لا تحتاج لأي علاج يُذكَر.
أما فيما يخص علاج أسباب عدم نزول الدورة الشهرية مع عدم وجود الحمل فإن العلاج يكون بحسب السبب:
في حالات المبيض متعدد الكيسات يكون العلاج بتناول مانعات الحمل الهرمونية في حال عدم الرغبة بحدوث الحمل، أما إذا كانت المريضة راغبة بالإنجاب يكون العلاج بتناول دواء محرض للإباضة (كلوميفين) مع مراقبة الإباضة باستمرار.
بينما يكون علاج فرط هرمون الحليب بتناول دواء البروموكربتين أو بالعلاج الجراحي.
كما يمكن علاج اضطرابات الدرق بتناول الأدوية المعيضة الهرمونية.
على أية حال يتطلب علاج تأخر الدورة الشهرية أولاً تحديد السبب المباشر وذلك عن طريق البحث بمختلف الفحوصات الطبية الممكنة من تصوير بالأمواج فوق الصوتية أو تنظير البطن والصورة الظليلة وغيرها.
هل ممكن أن تتأخر الدورة بعد الإبرة التفجيرية بدون حمل؟
الإبرة التفجيرية أو إبرة تفجير الإباضة هي عبارة عن حقنة تحتوي على نسبة عالية من هرمون LH تحرض تفجير الإباضة تمهيداً لحدوث الإلقاح.
غالباً تحتاج المريضة للمصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات للعلاج بإبرة تفجير الإباضة أو في حالات قصور المبيض ونقص استجابته للهرمونات.
في 60% من الحالات يحدث الحمل بعد إبرة التفجير ولكن في حالات أخرى قد تفشل هذه التقنية العلاجية في حصول الحمل.
من الممكن أن تتأخر الدورة الشهرية بعد إبرة التفجير بدون أن يحدث الحمل وفي هذه الحالة يجب التحقق من عدم حدوث التعشيش خارج الرحم لئلا تقع المريضة في مشكلة الحمل الهاجر.
يفضل مراجعة الطبيب بعد موعد حقنة التفجير بحوالي 14 يوماً.
ما يجب فعله عند تأخر الدورة الشهرية
إليك أهم ما يجب فعله عند تأخر الدورة الشهرية لعدة أيام:
أسرعي بإجراء اختبار حمل وتحققي من وجود أو عدم وجود الحمل.
ابتعدي عن كل ما يسبب لك التوتر والإرهاق.
خذي حماماً دافئاً لمساعدتك على الاسترخاء.
اشربي كوباً من القرفة المغلية.
مارسي رياضة المشي السريع لمدة نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعياً.
استشيري الطبيب الأخصائي لتحديد السبب المباشر لاضطراب الطمث لديكِ وعلاجه بشكل مناسب.
وهكذا نكون قد تعرفنا على أهم أسباب عدم نزول الدورة الشهرية بدون وجود حمل مبينين لكم أفضل أساليب العلاج وأهم النصائح لتفادي اضطرابات الدورة الشهرية الشائعة.
إلى هنا نصل معكم إلى ختام مقالنا، يرجو لكم فريق عمل موقع الصحي دوام الصحة والعافية.
