كيف أعرف أن تكيس المبايض راح؟
نعلم أن تكيس المبايض أو مرض PCOs هو مرض غدي جنسي يصيب الفتيات في سن الإنجاب، وهو مرض مزمن طويل الأمد -أي أنه لا يُشفى- ولكن يساعد العلاج المناسب في التخفيف من أعراضه أو معالجتها بشكل مؤقت وزيادة فرص حدوث الحمل.
مع تغيُر العوامل البيئية المحيطة بنا وازدياد الملوثات والعناصر الضارة في الأغذية بات مرض تكيُس المبايض أكثر انتشاراً ولاسيما مع وجود العامل الوراثي له بالإضافة إلى عوامل خطورة أخرى مؤهبة سنتعرف عليها لاحقاً.
ونظراً لأهمية هذا المرض أعد فريق موقع الصحي مقالاً متخصصاً سنعرفكم به على مرض تكيس المبايض كما سنجيبكم على سؤالكم “كيف أعرف أن تكيس المبايض راح؟” فتابعوا معنا.
ما المقصود بتكيس المبايض؟
متلازمة تكيس المبايض هي عبارة عن مرض نسائي تُصاب به الفتيات في أوائل سنوات الإنجاب، وقد يؤثر بنسبة كبيرة على الخصوبة عند الأنثى، لذلك نجد الكثير من المريضات يسألن “كيف أعرف أن تكيس المبايض راح؟” ويستفسرون دوماً عن علامات اختفاء تكيس المبايض؛ وذلك لكثرة ما يبدي هذا المرض من أعراض مزعجة حيث ستصادف مريضة تكيسات المبايض ما يلي:
- صعوبة تحديد موعد الدورة الشهرية أو حتى توقف الطمث؛ بسبب عدم حدوث الإباضة بانتظام وفي موعدها المحدد.
- ظهور حب الشباب في المناطق الدهنية من الجسم.
- الشعرانية في مناطق غير مألوف ظهور الشعر فيها (مثل الظهر، الكتفَين، الذقن، الصدر والأرداف).
- زيادة خطر تطور أمراض جهازية أخرى كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم أو فرط الشحوم الثلاثية والكوليسترول أيضاً.
تعرفي أيضاً على: علامات اختفاء تكيس المبايض في الرحم
ما دور الهرمونات في متلازمة تكيس المبايض؟
إن أهم علامات الشفاء من تكيس المبايض هي عودة التوازن والاستتباب الهرموني إلى ما كان عليه؛ لأن السبب الرئيسي لهذا المرض وتظاهراته السريرية هو وجود خلل هرموني فيه، وتشمل الهرمونات التي تؤثر في متلازمة PCO ما يلي:
- الأندروجينات -أو كما تعرف باسم هرمونات الذكورة- والتي توجد بنسب ضئيلة في دم الأنثى ولكن عند المصابات بتكيس المبايض ترتفع تراكيز الأندروجينات وينتج عن ذلك أعراض الشعرانية والبدانة وحب الشباب وغيرها.
- الأنسولين: ويعد هذا الهرمون مسؤولاً عن ضبط مستوى السكر في الدم، ولكن عند الإصابة بالتكيس قد لا يمارس الأنسولين تأثيراته على الجسم كما يجب لذلك تظهر مقاومة الأنسولين والتي قد تطور فيما بعد مرض السكري من النوع الثاني.
- البروجسترون: عندما تعاني المرأة من خلل في عمل المبيض وعدم حدوث الإباضة سيحدث لديها نقص في تركيز البروجسترون في جسمها، والذي قد ينتج عنه تأخر الدورة الشهرية أو حتى انقطاعها.
إقرأ ايضاً: علاج تكيس المبايض بالأعشاب بأكثر من طريقة فعالة ومجربة.
ما هي أعراض متلازمة تكيس المبايض؟
من أجل معرفة علامات الشفاء من التكيس يجب أن نعرف الأعراض التي تنتج عن هذا المرض؛ لأن زوال هذه الأعراض وتراجعها يعد دليلاً وعلامة هامة من علامات الشفاء من التكيسات.
ولعل أكثر أعراض متلازمة تكيس المبايض شيوعاً هي عدم انتظام الدورة الشهرية ومباعدة فتراتها.
الأندروجينات الزائدة في الدم قد تؤدي أيضاً إلى تساقط شعر الرأس، وكذلك نمو شعر خشن وقاسٍ في مناطق غير مرغوبة مثل الوجه، وتضم الأعراض الأخرى لمتلازمة تكيس المبايض ما يلي:
- تصبغات الجلد الداكنة على الرقبة أو الإبط، وهي علامة لوجود مقاومة من قبل الجسم لهرمون الأنسولين، ويدخل هذا العامل في الإمراضية المباشرة للتكيسات.
- الزوائد الجلدية على الرقبة (الثآليل).
- تغيرات المزاج.
- آلام في منطقة أسفل البطن.
- زيادة الوزن المركزية أو كما تسمى أيضاً “البدانة الجذعية ذات النمط الذكري”.
ما هي المضاعفات المرتبطة بمرض تكيس المبايض ؟
قبل الإجابة عن سؤالكم “كيف أعرف أن تكيس المبايض راح؟” لا بد من معرفة المضاعفات المترتبة عن هذا المرض في حال عدم الشفاء.
في الحقيقة، إذا كنتِ مصابة بمرض تكيسات المبايض وكانت لديكِ نسبة مرتفعة من الأندروجينات في الدم فقد تكونين معرضة للإصابة بمضاعفات هذا المرض، والتي تختلف من سيدة إلى أخرى، وتشمل ما يلي:
مشاكل وصعوبات حدوث الحمل
بطبيعة الحال، يقوم المبيض بإطلاق بويضة واحدة تخضع للإخصاب بواسطة حيوان منوي واحد، ولكن ما يحدث في هذه المتلازمة أن الإباضة لا تحدث في وقت منتظم ومعروف، كما أنها قد لا تحدث على الإطلاق في بعض الدورات الشهرية، لذلك إذا لم يكن هناك بويضة أنثوية معدة للإخصاب لن يحدث الحمل.
يهمكِ أيضاً: هل تكيس المبايض البسيط يمنع الحمل ؟
فرط الأنسولين وتطور السكري
إن زيادة مستويات هرمون الأنسولين في الدم يعني أن الخلايا العضلية والدهنية والكبدية وغيرها لا تحصل على كفايتها من سكر الغلوكوز، وأن نسبة كبيرة من هذا السكر ما زالت في الدم ولم تدخل للخلايا وهذا ما يُعرف طبياً باسم “الداء السكري من النوع الثاني” وهو أحد المضاعفات الشائعة جداً لمرض تكيس المبايض والذي يمكن أن ينتج عنه:
- مخاطر الإصابة بأمراض قلبية وعائية (مثل السكتة الدماغية، نقص التروية القلبية وغيرها).
- الاضطرابات العصبية الحسية والحركية.
المتلازمة الاستقلابية
يزيد الإصابة بهذه المتلازمة من خطر حدوث ارتفاع ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية الدقيقة، وتشمل علامات هذه المتلازمة وجود البدانة وارتفاع سكر الدم وكذلك ارتفاع الشحوم الثلاثية والكوليسترول منخفض الوزن الجزيئي LDL ونقص الكوليسترول مرتفع الوزن الجزيئي HDL.
وتضم المضاعفات المحتملة الأخرى لمتلازمة تكيس المبايض:
- الاكتئاب واضطرابات المزاج.
- القلق.
- النزف الرحمي وزيادة خطر حدوث التحولات الخلوية الخبيثة في بطانة الرحم.
- صعوبات النوم والأرق.
- التهاب الكبد.
كيف يعالج تكيس المبايض ؟
كيف تعرفين أنكِ شفيت من تكيس المبايض؟
بعد الالتزام بالعلاج لفترة معينة والمتابعة مع الطبيب المختص ستتمكنين من التخلص من أعراض هذا المرض المزعجة، كما وستلاحظين تحسُن الحالة العامة بالنسبة لك، ولكن كيف يتم تدبير هذا المرض؟
في الواقع، يختلف علاج تكيس المبايض من فتاة إلى أخرى بحسب عدة عوامل منها:
- عمر المريضة
- شدة الأعراض.
- ما إذا كان هنالك رغبة بحدوث الحمل.
إذا كنتِ تعانين من زيادة الوزن فإن فقدان من 5% حتى 10% من وزنك سيساعدك إلى حد كبير في التحسن وكذلك سيزيد من تأثير الأدوية فيما يخص زيادة الخصوبة.
من الوارد أن ينصحكِ الطبيب بتناول دواء ميتفورمين أو الجلوكوفاج، لأنه يساعد على:
- تنظيم وضبط السكر في الدم.
- زيادة حساسية الخلايا للأنسولين.
- بالإضافة إلى دوره في المساعدة على إنقاص الوزن.
قد ترغبين بالاطلاع على: متى يبدأ مفعول جلوكوفاج في علاج التكيس ؟
إذا كنتِ لا تخططين للحمل سيقوم الطبيب بوصف أدوية منع الحمل الهرمونية؛ وذلك من أجل تدبير مواعيد الدورة الشهرية ومنع انقطاعها لوقتٍ طويل والمحافظة على انتظامها، ستساعدك هذه الأدوية في:
- تنظيم الدورة الشهرية.
- تخلصك من مشكلة حب الشباب.
- تقلل من الشعر الزائد.
أما إذا كنتِ ترغبين بالحمل سينصحك الطبيب بتناول دواء كلوميفين المنشط للإباضة، والذي يحفز المبيض على إطلاق البويضة خارج المبيض مما يرفع وبشدة فرص حدوث الحمل.
ويمكن اللجوء أيضًا إلى طرق أخرى لحدوث الحمل في حال عدم نفع منشطات الإباضة مثل:
- التثقيب الليزري للمبيض.
- تقنية الإخصاب المساعد لاسيما مع وجود صعوبة في الحمل رغم حدوث الإباضة.
كيف اعرف ان تكيس المبايض راح ؟
“كيف أعرف أن التكيس راح وما هي علامات الشفاء من تكيُس المبايض؟” هذا السؤال كثيراً ما يتردد إلى أذهان المريضات ولاسيما بعد شوطٍ علاجي طويل الأمد لهذا المرض.
هناك دراسات حديثة أثبتت أن الزواج والحمل قد أديا إلى الشفاء من متلازمة تكيسات المبايض عند الفتيات المصابات قبل الزواج؛ حيث أدى الحمل إلى تنظيم مستويات الهرمونات الجنسية لديها ورفع مستوى الهرمونات الأنثوية أيضاً.
ولكن كيف أعرف أن التكيس اختفى؟
إن أهم علامات زوال تكيسات المبايض هو انتظام الدورة الشهرية على موعدها إلى حدٍ ما، وعدم تباعد الفترات ما بين الحيض حيث تعد مدة 35 يوماً أو أكثر بين موعد بداية الطمث والطمث الذي يليه دليلاً على وجود تباعد طمث.
كيف أعرف أن تكيس المبايض راح وأنا متزوجة؟
إن حدوث الحمل بعد الزواج يعني أن تكيس المبايض في طور الشفاء أو أنه بدرجة خفيفة قابلة للعلاج.
في الحقيقة إن المراقبة الدورية لمتلازمة تكيس المبايض تحت إشراف الطبيب المختص هي عامل مهم وضروري جداً للشفاء، وإن الفحص بجهاز الأمواج فوق الصوتية يمكننا من معرفة وجود أو عدم وجود متلازمة كيسات المبيض، كما أن فحص الإيكو عبر المهبل يمكنك من مراقبة حدوث الإباضة وتحديد موعدها، وهذا ما يزيد من فرص حدوث الحمل أيضاً.
وللإجابة عن تساؤلكم “كيف أعرف أن تكيس المبايض راح؟” ببساطة توجهي إلى طبيبك المختص وقومي بفحص المبيضَين عبر جهاز الصدى؛ لأن عدم وجود مبيض ضخم وأكياس عديدة مملوءة بالماء يرجح الشفاء من متلازمة PCOs.
متى يشفى تكيس المبايض؟
لا يمكن التنبؤ بموعد شفاء تكيس المبايض؛ لأن البروتوكول العلاجي الأولي ينص على تناول الأدوية (مثل الميتفورمين ومضاد الأندروجين ومنظم الدورة الشهري) لمدة ٦ أشهر ثم مراقبة الحالة فترة ٣ أشهر… ففي حال الفشل يتم إعادة العلاج وتمديد الفترة حتى عام كامل، قد يكون الشفاء من هذه المتلازمة صعباً لذلك ينصح الأطباء المرضى بالتأقلم والتعايش مع هذا المرض.
وختاماً، نؤكد أن استشارة الطبيب المختص هي الأهم في تشخيص أي مرض وإيجاد العلاج المناسب له، كما أن مرض PCO من الأمراض الحساسة التي تحتاج الدقة في وصف العلاج والمراقبة.
وهكذا نكون قد فهمنا هذا المرض وأجبناكم عن تساؤلكم “كيف أعرف أن تكيس المبايض راح؟”، وإلى هنا نصل معكم إلى ختام المقال، يرجو لكم فريق عمل موقع الصحي دوام الصحة والعافية.
المصدر
آخر تحديث 9 أبريل، 2022